ذكرت صحيفة (مرمرة) الصادرة باللغة الأرمنية في اسطنبول في 20 أيار-مايس 2005[1] أن الصحفية التركية عائشة ايونال كتبت مقالة في صحيفة (ستار) تحت عنوان: ماذا تعلمون عن المجزرة الأرمنية ؟ قالت في مقدمتها:
"هل كنتم تعلمون أن أول دولة في العالم اعترفت بالمجازر الأرمنية هي الدولة العثمانية؟ وهل كنتم تعلمون أن المحكمة العسكرية (التركية) في عام 1919 عاقبت بالإعدام المسؤولين عن أعمال القتل المرتكبة بحق الأرمن، وأن المحاكم العسكرية العثمانية سمت أعمال القتل هذه "المجزرة الأرمنية" ؟"
وتذكر صحيفة (مرمرة) أن ايونال زارت أرمينيا وجمعت شهادات لعدد كبير من مواطنيها. وقد تحدثت ايونال بحماس كبير من على شاشة تلفزيون (ستار) عن أرمينيا وشعبها.
إن الزعم بتهجير الأرمن من المناطق الحربية فقط الذي ينافي الوقائع التاريخية يواجه اليوم انتقادات من قبل عدد من الكتاب والمثقفين الأتراك الذين يعارضون "وجهة النظر" أو الرواية الرسمية التركية حول الإبادة الأرمنية. ونذكر بعضاً من هذه المقالات التي نشرت في الصحف التركية:
كتبت صحيفة (مرمرة) الصادرة باللغة الأرمنية في اسطنبول في 18 أبريل-نيسان 2005[2] أن الصحفية التركية عائشة هيور كتبت عدداً كبيراً من المقالات في صحيفة (راديكال) تنتقد فيها الموقف الرسمي من قضية الإبادة الأرمنية. وكتبت هيور في 17 نيسان-أبريل 2005 مقالة تحت عنوان: "لمناسبة الذكرى السنوية التسعين بامكاننا عمل الأفضل"" تنتقد فيها، بحسب صحيفة (مرمرة)، السياسة العمياء التي ينتهجها البعض اليوم لتسويغ عمليات التهجير وما يرتبط بها من مآسٍ (تقصد عمليات إبادة الأرمن، آ.س) بأي ثمن، وكذلك السياسة بعدم تفهم عذابات ومشاعر الجانب المتضرر، وهم الأرمن.
وذكرت هيور أنه عندما صدر الأمر بتهجير الأرمن في الدولة العثمانية، لم تكن هناك هجمات جدية من قبل الأرمن. وتم تهجير الأغلبية من مناطق لم تكن لها علاقة بالحرب، مثل أنقرة وآيدن وبورسا وتشاناكالي وادرنة واسكي شهر وازميت وقونية وكوتاهية وازمير واسطنبول. وتشير هيور إلى أنه من الخطأ الإصرار على أن الكاثوليك والبروتستانت لم يتعرضوا للتهجير، إذ صدر الأمر لهؤلاء بتهيئة أنفسهم للهجرة خلال مدة تتراوح من ساعة ونصف إلى خمسة عشر يوماً، وأن الغالبية الساحقة من المهجرين كانوا من النساء والأطفال الذين لم يكن بإمكانهم التسبب بأي ضرر خلال الحرب. وكان الكثيرون منهم يسيرون مشياً على الأقدام، وفي مواجهة الجوع والمرض، ويتعرضون لهجمات المجاميع العديدة. ومن الخطأ أيضا الإصرار على أنهم أرسلوا إلى أماكن آمنة، فعلى العكس، تم إرسالهم إلى أشد المناطق الحربية سخونة، والى الصحارى السورية، وجرى الاستيلاء على الحاجيات التي تركوها، وطلب من الكثيرين تغيير عقيدتهم الدينية.
وعندما تصبح رحلة كهذه سبباً في موت مئات الألوف من الناس، يتركز الجدل اليوم في أبسط مستوياته على السؤال الآتي: هل سُوٍّغت عملية التهجير أم لا ؟ في حين يجب اعتبار هذا الجدل، إلى جانب كونه يبدو مرتبطاً بالتاريخ، مرتبطاً بموقفنا الأخلاقي، لأنه يعكس وجهات نظرنا اليوم تجاه مسائل الحضارة وحقوق الإنسان. فالذين يصرون على أن الدول اليوم لها الحق في تهجير أفراد العناصر التي تهددها في ليلة واحدة وهم حفاة الأقدام وفي حالة مزرية، يريدون القول أن الدولة اليوم عليها فعل الشيء ذاته عند الضرورة. وبالافتراض أن هذا ليس ظلماً، فإن الذين يدافعون عن وجهة النظر هذه سيقومون، وبلا تردد، بتهجير مواطنينا الأكراد من اسطنبول، وادرنة، وطرابزون، وموغلا، إذا اندلعت الحرب، لا سمح الله، مع المجموعات الكردية على حدود العراق. وسيقوم هؤلاء بتهجير النساء والأطفال إلى العراق، ولاحقا إذا مات مواطنونا بسبب ذلك التهجير، فإنهم سيقولون: "لم تكن هناك أية نية خفية وراء ذلك". إن طريقة التفكير هذه هي محيرة، ونذكر أن هذا ما حدث فعلاً عام 1915.
[1] http://www.normarmara.com/arsiv/2005/05/200505lu.html
[2] http://www.normarmara.com/lur.htm
Tuesday, November 21, 2006
مقالات لكتاب أتراك تخالف الرواية الرسمية التركية للإبادة الأرمنية 1
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
0 comments:
Post a Comment