كان لي في منتديات التاريخ ردوداً على مقالات نشرها أحد"الكتاب" لجأ فيها الى تضليل الوقائع التاريخية بشأن القضية الأرمنية أدرجها أدناه
كشف تحرييف الوقائع التاريخية
يبدو واضحاً من اسلوب (بيزنطي) أنه موظف في السفارة التركية في دولة عربية، إذ أنه يتبنى بالكامل الطروحات التي تتبناها أجهزة الدعاية التركية التضليلية بانكار مجازر الإبادة الأرمنية عام 1915 وتحريف وقائع التاريخ. ويبدو أنه لا يدرك التطورات المتسارعة التي تحدث في هذه المسالة مع الذكرى التسعين لهذه المجازر، وقد وصل عدد الدول المعترفة بالابادة الأرمنية 20 دولة، كانت آخرتها المانيا حليفة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، مما ولًّد ردود أفعال رسمية تركية غاضبة تجاه هذا الاعتراف، ناهيك عن اعتراف هيئات ومنظمات دولية كثيرة وباحثون عالميون مختصون بالابادة الأرمنية. وقد أحصيت عشرات المقالات بهذه المناسبة في مواقع عربية، وهي تستنكر هذه الجريمة بحق الأرمن. وأنصح الكاتب بالرجوع الى عشرات المصادر والوثائق التاريخية التي تثبت واقع الابادة، منها كتاب شاهد العيان فائز الغصين (المذابح في أرمينيا).ويتزايد الاعتراف بالابادة الأرمنية في اوساط الكتاب والمثقفين الأتراك في تركيا وخارجها (لا سيما في ألمانيا) في ظروف الانفتاح النسبي في ظل الحرص التركي الرسمي للانضمام للاتحاد الاوروبي، ومنها اعتراف المؤلف التركي البارز (اورهان باموك) هذا العام لصحيفة سويسرية بقتل مليون أرمني في الدولة العثمانية.ويتحدى هؤلاء، ومن بينهم أكاديميون بارزون، "الرواية الرسمية" التركية حول أحداث عام 1915، إذ يتحدى هؤلاء "التفسير الرسمي" بـ(نقل) السكان الأرمن من المناطق الحربية المتاخمة لروسيا (في الاناضول الشرقية) بحجة ابعاد الأرمن من المناطق الحربية بزعم التمرد، يتحدونه بواقع تهجير الأرمن وعقابهم جماعياً في كل مناطق الاناضول الشرقية والغربية، ومنها البعيدة عن جبهة القتال بآلاف الكيلومترات، ويتساءل هؤلاء عن السبب في تهجير النساء والاطفال والشيوخ وقتلهم او تركهم يقضون نحبهم من الجوع والعطش خلال المسير الطويل في الصحارى طالما لم يشارك هؤلاء في التمرد المزعوم !! (تنشر الصحف التركية أيضاً مقالات من هذا النوع).وقد تمت محاكمة الاتحاديين المسؤولين عن جرائم ابادة الأرمن من قبل المحكمة العسكرية التركية عام 1919 ونشرت اعترافاتهم بالكامل في الصحف التركية الصادرة انذاك، وتم اصدار أحكام الاعدام بحق بعضهم ونفذت، فضلاً عن اصدار احكام الاعدام بحق بعض الهاربين من المجرمين من قادة حزب الاتحاد والترقي بعد خسارة الدولة العثمانية للحرب العالمية الأولى. كما جرت المناقشات العلنية في البرلمان العثماني بعد الحرب، واعترف النواب الأتراك بالجريمة المرتكبة بحق الأرمن. ونشرت هذه المناقشات والمحاكمات في الصحف التركية الرسمية آنذاك. كما اعترف مصطفى كمال أتاتورك بواقع قتل المسيحيين في لقاء أجراه معه صحفي أميركي عام 1926. وتشير الوقائع التاريخية الى رفض السلطان عبد الحميد الثاني (1876-1909) منح الأرمن وبقية الشعوب الرازحة تحت نير الاستعمار والطغيان العثماني حقوقهم الوطنية، ورفض حتى تطبيق الإصلاحات الشكلية المنصوص عليها في معاهدة برلين التي وافق عليها والخاصة بالولايات والمناطق الأرمنية، مستغلاً عدم جدية الدول العظمى في تطبيق هذه الإصلاحات وسعيها وراء تحقيق مصالحها الذاتية فقط، وذبح أكثر من 300 ألف أرمني من مواطني الدولة العثمانية خلال الأعوام من 1894-1896، فأطلق عليه الرأي العام الأوروبي لقب (السلطان الأحمر) و (السفاك الكبير) . وبعد الانقلاب العثماني عام 1908 بقيادة (حزب الاتحاد والترقي)، ارتكبت بحق الأرمن مجزرة في (اضانة) عام 1909 راح ضحيتها أكثر من 30 ألف أرمني. بيد أن كل تلك المذابح –على الرغم من شدتها ووحشيتها- كانت أقل (تنظيما وقسوة ووحشية) من مذابح الأرمن العظمى التي جرت عام 1915 والتي أزهقت فيها نفوس مليون ونصف المليون شخص من مواطني الدولة العثمانية خلال اقل من سنة في مجازر وحشية لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، فيما ترك مئات الألوف من المشردين والأيتام يهيمون في الصحراء، مات معظمهم، وقليل منهم أنجدته القبائل العربية في الصحراء السورية. وأدت هذه المذابح أيضاً إلى فقدان الأرمن للجزء الأكبر من وطنهم التاريخي الذي عاشوا فيه منذ الألف الثالث قبل الميلاد، حسب المصادر التاريخية والآثارية، فضلاً عن تكبدهم، إلى جانب الخسائر البشرية الهائلة ، خسائر هائلة بالأموال والممتلكات تبقى حتى الآن من دون تعويض، فضلاً عن تدمير ارثهم الثقافي والحضاري والآثاري، وإعاقة نموهم السكاني. وقد أقرت مجزرة عام 1915 في اجتماعين سريين عقداهما زعماء (حزب الاتحاد والترقي) في منطقة سلانيك (حالياً تابعة لليونان) خلال عامي 1910 و1911.إن (حزب الاتحاد والترقي) الذي أنشأته شخصيات من يهود الدونمة (المرتدين) الماسون من منطقة (سلانيك)، والذين يدينون بالإسلام ظاهرياً، كان قد أقر خلال اجتماع عام 1910 (مبدأ سيادة العنصر التركي على الشعوب الأخرى غير التركية، إضافة إلى تبني الوسائل كافة لتحقيق هذا الهدف).وفي اجتماع عام 1911 الذي عقد برئاسة (طلعت باشا) وبمشاركة (أنور باشا) وكل من جمال باشا الشهير بـ(السفاح) والدكتور ناظم، وبهاء الدين شاكر، وسعيد حليم باشا وآخرين، خُصَّ الشعب الأرمني من بين الشعوب غير التركية الخاضعة للدولة العثمانية بـ(مشروع الإبادة الوحشي).إن هزيمة الأتراك في (حروب البلقان) التي وقعت بين عامي 1912-1913 أمام دول (اليونان وبلغاريا وصربيا والجبل الأسود) عمقت في نفوس زعماء حزب الاتحاد والترقي الرغبة في تطوير (الحركة الطورانية) الداعية إلى إقامة إمبراطورية واسعة الأطراف تمتد من اسطنبول وحتى حدود تركستان وبلاد طوران في آسيا الوسطى- الموطن الأصلي للعنصر التركي- وتضم هذه الإمبراطورية الأقطار العربية، ولا يكون فيها غير العنصر التركي. وكان الشعب الأرمني، حسب اعتقاد زعماء هذا الحزب، هو العقبة أمام توسعهم وتحقيق حلمهم الطوراني، ولا تتم إزالة هذا العائق إلا بإبادة العنصر الأرمني، والذي سيوفر أيضاً فرصة التخلص من (القضية الأرمنية)، وهي مصدر قلق وإزعاج لهم، مرة واحدة والى الأبد، ومن الأرمن أنفسهم الذين يذكرونهم بأنهم ليسوا أصحاب أرض أرمينيا الغربية الشرعيين، بل المغتصبين لها، وكان الأرمن من أقل العناصر خضوعاً لسياسة التتريك لتمسكهم بثقافتهم ولغتهم وكنيستهم ، فكان لا بد من تتريكهم أو إبادتهم ليسود الأناضول في النهاية عنصر واحد فقط هو العنصر التركي !!لقد توفرت الفرصة السانحة للأتراك لتنفيذ جريمتهم بـ(إبادة الأرمن) عند اندلاع الحرب العالمية الأولى. فبدأ تنفيذ الجريمة باعتقال زعماء الأرمن الدينيين في مختلف الأقاليم بداية عام 1915. وفي ليل 24 نيسان-أبريل من السنة نفسها (وهو اليوم الذي يستذكر فيه الأرمن كل عام ذكرى المذبحة)، اعتقلت السلطات التركية 600 من مفكري ومثقفي الأرمن في العاصمة اسطنبول ومختلف الأقاليم من كتاب وشعراء ومحررين وأساتذة وأطباء وصيادلة ومحامين وشخصيات سياسية ودينية وأعضاء في البرلمان العثماني وشخصيات قدمت (خدمات كبيرة للإمبراطورية)، لتجريد الشعب الأرمني من نخبته القيادية، ثم نفوا إلى مناطق مجهولة، حيث جرت تصفيتهم !!وحسب تخطيطها المسبق لإبادة الأرمن، كما ذكرنا، وبشكل مترافق مع اعتقال المفكرين والشخصيات الأرمنية البارزة، قامت الحكومة العثمانية بعزل الجنود الأرمن المجندين في الجيش العثماني وتجريدهم من السلاح وتشغيلهم بأعمال السخرة، حتى وصل الأمر إلى إجبارهم على حفر قبورهم الجماعية بأيديهم قبل قتلهم !!هذه العمليات الوحشية انتهت بمصرع 50-60 ألف جندي وضابط أرمني في الجيش العثماني تحت ظروف بشعة، والقليلين الذين تمكنوا من الفرار رجعوا إلى مدنهم وقراهم وشاركوا بأعمال التصدي للجيوش التركية التي اقتحمت مساكنهم في مدن فان وأورفة وشابين كاراهيسار وجبل موسى.أعقبت ذلك عملية تهجير واسعة من الأقاليم الأرمنية إلى الصحارى العربية تخللتها أعمال نهب وسلب واختطاف وقتل لا مثيل لها !!من جانبه شكل حزب الاتحاد والترقي لجنة ثلاثية تتولى الإشراف على عمليات الإبادة اللاحقة، إذ أُوكل ارتكاب جرائم تهجير الأرمن وسلبهم وقتلهم أو تركهم يقضون نحبهم من الجوع والعطش، إلى القتلة المسجونين في المعتقلات التركية الذين أطلق سراحهم (بأمر اللجنة المذكورة) وشكل منهم جيش قوامه من 10-12 ألف مجرم مقسمين إلى مجاميع، كل مجموعة تتألف من 40-50 مجرما اتخذوا مواضعهم على جميع الطرق التي كانت تمر منها قوافل المهجرين ليبيدونها. وكان أعضاء الشرطة (الجندرمة) يسلمون هذه القوافل إلى المجرمين المكلفين بواجب قتلهم جميعا على الطرق من دون تمييز للعمر أو الجنس !!كان وزير الداخلية التركي (طلعت باشا) يصدر برقيات تتضمن الأوامر المشفرة إلى الولاة والمتصرفين كافة، داعياً إياهم فيها إلى عدم الإبقاء على أرمني واحد، كجزء من التنفيذ الحرفي للقرارات السرية التي اتخذها حزب الاتحاد والترقي.إحدى هذه البرقيات برقم 1181 في 16/9/1915 يقول نصها:"لقد أبلغتم من قبل أنه تقرر نهائياً حسب أوامر الجمعية (يقصد جمعية الاتحاد والترقي) إبادة الأرمن الذين يعيشون في تركيا والذين يقفون ضد هذا القرار لا يسعهم البقاء في وظائفهم. ومهما تكن الإجراءات التي ستتخذ شديدة وقاسية، ينبغي وضع نهاية للأرمن.. لا تلقوا بالاً بأي صورة للعمر والوجدان والرجال والنساء.. طلعت باشا" !لقد تم إبعاد الأرمن وتهجيرهم عن جميع أقاليمهم ونواحيهم في الأناضول الشرقية والغربية وإقليم كيليكيا ثم قتلوا أو تركوا يهيمون في الصحراء بقوافل الأطفال والنساء والشيوخ التي هلكت من الجوع والعطش وظلت أكوام جثثها متروكة في العراء.لقد استفاد زعماء حزب الاتحاد والترقي من واقع عدم معاقبة السلطان عبد الحميد الثاني على جرائمه بحق الأرمن وجرائمهم هم بذبح الأرمن في (أضانة) عام 1909. إن أكثر ما يشجع المجرم على جريمته تأكده من أنه لن يعاقب.وتتفق مصادر عديدة على أن يهود تركيا ومحافلها الماسونية كانت عاملاً مساعداً كبيراً على ارتكاب حزب الاتحاد والترقي (غالبية أعضائها من يهود الدونمة والماسون المتنفذين في محفل سالونيكا الماسوني) والسلطات التركية لهذه المجازر. وتفيد المعلومات الموثقة أن ولاة وحكام دير الزور والموصل العرب كانوا قد رفضوا تنفيذ أوامر السفاح طلعت باشا وزير داخلية الإمبراطورية بتهجير وقتل الأرمن.ويذكر عمر الديراوي "إن الحكم العثماني صار ينطلق في معاملة الأرمن من مبدأ -عرب خاين.. أرمن كافر- فصاروا يهجرونهم من قراهم بكل وحشية فيموت أكثرهم جوعاً، ويتكفل رصاص حاميات الطرق بعدد كبير من الباقين..".وقد عانى العرب أيضاً من سياسة الاضطهاد، وكان الشعبان الأرمني والعربي، بشكل خاص، مثار اهتمام الحكومات العثمانية التي رأت دائماً مصدر خطر مستمر لها بسبب الحيوية والديناميكية اللتين يتمتعان بهما في الإمبراطورية العثمانية. وأكثر من هذا نتيجة الماضي المجيد لكل منهما، ونظراتهما المشتركة، بالنسبة للمستقبل، حول تشكيل وطن مستقل، تنمو فيه ومن خلاله إبداعاتهما الخلاقة. وبسبب ذلك، انتهجت السلطات العثمانية سياسة التتريك تجاه هاتين القوميتين لكبح جماح انطلاقتهما، والحد منها وإخمادها في النهاية. فأقدمت هذه السلطات على قتل القادة والزعماء الأرمن، وكما ذكرنا، اعتباراً من 24 نيسان-أبريل 1915، ثم اتبعتها بعد أسبوعين، وبالتحديد في 6 أيار-مايس 1915 بنصب المشانق للزعماء العرب في دمشق وبيروت، وبدأ إرهاب الطرفين معاً حين أخذ جمال باشا السفاح بالنسبة للعرب، وطلعت باشا السفاح بالنسبة للأرمن، وزملاؤهما أعضاء الاتحاد والترقي بسفك الدماء الأرمنية-العربية على حد سواء، حتى شهدت الأراضي الأرمنية في أرمينيا الغربية والأراضي العربية في سوريا ولبنان والعراق الكثير من الحوادث الدامية.يقول الجنرال الألماني ليمان فون ساندرس:"كان الأتراك الذين حكموا الأقطار العربية لقرون طويلة يشعرون بأنهم في وسط معادٍ . وقد نظم جمال باشا الذين عُيّن قائداً للجيش الرابع العثماني المتمركز في سوريا وفلسطين، إلى جانب شنق الوطنيين العرب، عملية نفي 10 آلاف عائلة عربية (مشكوك في ولائها !)، وقتل آلاف الناس، وسلب الممتلكات، بضمنها الأماكن المقدسة الإسلامية في النجف وكربلاء" .وفي سنة 1916 نشبت الثورة العربية الكبرى في الحجاز بقيادة الشريف حسين ضد الطغيان التركي
يبدو واضحاً من اسلوب (بيزنطي) أنه موظف في السفارة التركية في دولة عربية، إذ أنه يتبنى بالكامل الطروحات التي تتبناها أجهزة الدعاية التركية التضليلية بانكار مجازر الإبادة الأرمنية عام 1915 وتحريف وقائع التاريخ. ويبدو أنه لا يدرك التطورات المتسارعة التي تحدث في هذه المسالة مع الذكرى التسعين لهذه المجازر، وقد وصل عدد الدول المعترفة بالابادة الأرمنية 20 دولة، كانت آخرتها المانيا حليفة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، مما ولًّد ردود أفعال رسمية تركية غاضبة تجاه هذا الاعتراف، ناهيك عن اعتراف هيئات ومنظمات دولية كثيرة وباحثون عالميون مختصون بالابادة الأرمنية. وقد أحصيت عشرات المقالات بهذه المناسبة في مواقع عربية، وهي تستنكر هذه الجريمة بحق الأرمن. وأنصح الكاتب بالرجوع الى عشرات المصادر والوثائق التاريخية التي تثبت واقع الابادة، منها كتاب شاهد العيان فائز الغصين (المذابح في أرمينيا).ويتزايد الاعتراف بالابادة الأرمنية في اوساط الكتاب والمثقفين الأتراك في تركيا وخارجها (لا سيما في ألمانيا) في ظروف الانفتاح النسبي في ظل الحرص التركي الرسمي للانضمام للاتحاد الاوروبي، ومنها اعتراف المؤلف التركي البارز (اورهان باموك) هذا العام لصحيفة سويسرية بقتل مليون أرمني في الدولة العثمانية.ويتحدى هؤلاء، ومن بينهم أكاديميون بارزون، "الرواية الرسمية" التركية حول أحداث عام 1915، إذ يتحدى هؤلاء "التفسير الرسمي" بـ(نقل) السكان الأرمن من المناطق الحربية المتاخمة لروسيا (في الاناضول الشرقية) بحجة ابعاد الأرمن من المناطق الحربية بزعم التمرد، يتحدونه بواقع تهجير الأرمن وعقابهم جماعياً في كل مناطق الاناضول الشرقية والغربية، ومنها البعيدة عن جبهة القتال بآلاف الكيلومترات، ويتساءل هؤلاء عن السبب في تهجير النساء والاطفال والشيوخ وقتلهم او تركهم يقضون نحبهم من الجوع والعطش خلال المسير الطويل في الصحارى طالما لم يشارك هؤلاء في التمرد المزعوم !! (تنشر الصحف التركية أيضاً مقالات من هذا النوع).وقد تمت محاكمة الاتحاديين المسؤولين عن جرائم ابادة الأرمن من قبل المحكمة العسكرية التركية عام 1919 ونشرت اعترافاتهم بالكامل في الصحف التركية الصادرة انذاك، وتم اصدار أحكام الاعدام بحق بعضهم ونفذت، فضلاً عن اصدار احكام الاعدام بحق بعض الهاربين من المجرمين من قادة حزب الاتحاد والترقي بعد خسارة الدولة العثمانية للحرب العالمية الأولى. كما جرت المناقشات العلنية في البرلمان العثماني بعد الحرب، واعترف النواب الأتراك بالجريمة المرتكبة بحق الأرمن. ونشرت هذه المناقشات والمحاكمات في الصحف التركية الرسمية آنذاك. كما اعترف مصطفى كمال أتاتورك بواقع قتل المسيحيين في لقاء أجراه معه صحفي أميركي عام 1926. وتشير الوقائع التاريخية الى رفض السلطان عبد الحميد الثاني (1876-1909) منح الأرمن وبقية الشعوب الرازحة تحت نير الاستعمار والطغيان العثماني حقوقهم الوطنية، ورفض حتى تطبيق الإصلاحات الشكلية المنصوص عليها في معاهدة برلين التي وافق عليها والخاصة بالولايات والمناطق الأرمنية، مستغلاً عدم جدية الدول العظمى في تطبيق هذه الإصلاحات وسعيها وراء تحقيق مصالحها الذاتية فقط، وذبح أكثر من 300 ألف أرمني من مواطني الدولة العثمانية خلال الأعوام من 1894-1896، فأطلق عليه الرأي العام الأوروبي لقب (السلطان الأحمر) و (السفاك الكبير) . وبعد الانقلاب العثماني عام 1908 بقيادة (حزب الاتحاد والترقي)، ارتكبت بحق الأرمن مجزرة في (اضانة) عام 1909 راح ضحيتها أكثر من 30 ألف أرمني. بيد أن كل تلك المذابح –على الرغم من شدتها ووحشيتها- كانت أقل (تنظيما وقسوة ووحشية) من مذابح الأرمن العظمى التي جرت عام 1915 والتي أزهقت فيها نفوس مليون ونصف المليون شخص من مواطني الدولة العثمانية خلال اقل من سنة في مجازر وحشية لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، فيما ترك مئات الألوف من المشردين والأيتام يهيمون في الصحراء، مات معظمهم، وقليل منهم أنجدته القبائل العربية في الصحراء السورية. وأدت هذه المذابح أيضاً إلى فقدان الأرمن للجزء الأكبر من وطنهم التاريخي الذي عاشوا فيه منذ الألف الثالث قبل الميلاد، حسب المصادر التاريخية والآثارية، فضلاً عن تكبدهم، إلى جانب الخسائر البشرية الهائلة ، خسائر هائلة بالأموال والممتلكات تبقى حتى الآن من دون تعويض، فضلاً عن تدمير ارثهم الثقافي والحضاري والآثاري، وإعاقة نموهم السكاني. وقد أقرت مجزرة عام 1915 في اجتماعين سريين عقداهما زعماء (حزب الاتحاد والترقي) في منطقة سلانيك (حالياً تابعة لليونان) خلال عامي 1910 و1911.إن (حزب الاتحاد والترقي) الذي أنشأته شخصيات من يهود الدونمة (المرتدين) الماسون من منطقة (سلانيك)، والذين يدينون بالإسلام ظاهرياً، كان قد أقر خلال اجتماع عام 1910 (مبدأ سيادة العنصر التركي على الشعوب الأخرى غير التركية، إضافة إلى تبني الوسائل كافة لتحقيق هذا الهدف).وفي اجتماع عام 1911 الذي عقد برئاسة (طلعت باشا) وبمشاركة (أنور باشا) وكل من جمال باشا الشهير بـ(السفاح) والدكتور ناظم، وبهاء الدين شاكر، وسعيد حليم باشا وآخرين، خُصَّ الشعب الأرمني من بين الشعوب غير التركية الخاضعة للدولة العثمانية بـ(مشروع الإبادة الوحشي).إن هزيمة الأتراك في (حروب البلقان) التي وقعت بين عامي 1912-1913 أمام دول (اليونان وبلغاريا وصربيا والجبل الأسود) عمقت في نفوس زعماء حزب الاتحاد والترقي الرغبة في تطوير (الحركة الطورانية) الداعية إلى إقامة إمبراطورية واسعة الأطراف تمتد من اسطنبول وحتى حدود تركستان وبلاد طوران في آسيا الوسطى- الموطن الأصلي للعنصر التركي- وتضم هذه الإمبراطورية الأقطار العربية، ولا يكون فيها غير العنصر التركي. وكان الشعب الأرمني، حسب اعتقاد زعماء هذا الحزب، هو العقبة أمام توسعهم وتحقيق حلمهم الطوراني، ولا تتم إزالة هذا العائق إلا بإبادة العنصر الأرمني، والذي سيوفر أيضاً فرصة التخلص من (القضية الأرمنية)، وهي مصدر قلق وإزعاج لهم، مرة واحدة والى الأبد، ومن الأرمن أنفسهم الذين يذكرونهم بأنهم ليسوا أصحاب أرض أرمينيا الغربية الشرعيين، بل المغتصبين لها، وكان الأرمن من أقل العناصر خضوعاً لسياسة التتريك لتمسكهم بثقافتهم ولغتهم وكنيستهم ، فكان لا بد من تتريكهم أو إبادتهم ليسود الأناضول في النهاية عنصر واحد فقط هو العنصر التركي !!لقد توفرت الفرصة السانحة للأتراك لتنفيذ جريمتهم بـ(إبادة الأرمن) عند اندلاع الحرب العالمية الأولى. فبدأ تنفيذ الجريمة باعتقال زعماء الأرمن الدينيين في مختلف الأقاليم بداية عام 1915. وفي ليل 24 نيسان-أبريل من السنة نفسها (وهو اليوم الذي يستذكر فيه الأرمن كل عام ذكرى المذبحة)، اعتقلت السلطات التركية 600 من مفكري ومثقفي الأرمن في العاصمة اسطنبول ومختلف الأقاليم من كتاب وشعراء ومحررين وأساتذة وأطباء وصيادلة ومحامين وشخصيات سياسية ودينية وأعضاء في البرلمان العثماني وشخصيات قدمت (خدمات كبيرة للإمبراطورية)، لتجريد الشعب الأرمني من نخبته القيادية، ثم نفوا إلى مناطق مجهولة، حيث جرت تصفيتهم !!وحسب تخطيطها المسبق لإبادة الأرمن، كما ذكرنا، وبشكل مترافق مع اعتقال المفكرين والشخصيات الأرمنية البارزة، قامت الحكومة العثمانية بعزل الجنود الأرمن المجندين في الجيش العثماني وتجريدهم من السلاح وتشغيلهم بأعمال السخرة، حتى وصل الأمر إلى إجبارهم على حفر قبورهم الجماعية بأيديهم قبل قتلهم !!هذه العمليات الوحشية انتهت بمصرع 50-60 ألف جندي وضابط أرمني في الجيش العثماني تحت ظروف بشعة، والقليلين الذين تمكنوا من الفرار رجعوا إلى مدنهم وقراهم وشاركوا بأعمال التصدي للجيوش التركية التي اقتحمت مساكنهم في مدن فان وأورفة وشابين كاراهيسار وجبل موسى.أعقبت ذلك عملية تهجير واسعة من الأقاليم الأرمنية إلى الصحارى العربية تخللتها أعمال نهب وسلب واختطاف وقتل لا مثيل لها !!من جانبه شكل حزب الاتحاد والترقي لجنة ثلاثية تتولى الإشراف على عمليات الإبادة اللاحقة، إذ أُوكل ارتكاب جرائم تهجير الأرمن وسلبهم وقتلهم أو تركهم يقضون نحبهم من الجوع والعطش، إلى القتلة المسجونين في المعتقلات التركية الذين أطلق سراحهم (بأمر اللجنة المذكورة) وشكل منهم جيش قوامه من 10-12 ألف مجرم مقسمين إلى مجاميع، كل مجموعة تتألف من 40-50 مجرما اتخذوا مواضعهم على جميع الطرق التي كانت تمر منها قوافل المهجرين ليبيدونها. وكان أعضاء الشرطة (الجندرمة) يسلمون هذه القوافل إلى المجرمين المكلفين بواجب قتلهم جميعا على الطرق من دون تمييز للعمر أو الجنس !!كان وزير الداخلية التركي (طلعت باشا) يصدر برقيات تتضمن الأوامر المشفرة إلى الولاة والمتصرفين كافة، داعياً إياهم فيها إلى عدم الإبقاء على أرمني واحد، كجزء من التنفيذ الحرفي للقرارات السرية التي اتخذها حزب الاتحاد والترقي.إحدى هذه البرقيات برقم 1181 في 16/9/1915 يقول نصها:"لقد أبلغتم من قبل أنه تقرر نهائياً حسب أوامر الجمعية (يقصد جمعية الاتحاد والترقي) إبادة الأرمن الذين يعيشون في تركيا والذين يقفون ضد هذا القرار لا يسعهم البقاء في وظائفهم. ومهما تكن الإجراءات التي ستتخذ شديدة وقاسية، ينبغي وضع نهاية للأرمن.. لا تلقوا بالاً بأي صورة للعمر والوجدان والرجال والنساء.. طلعت باشا" !لقد تم إبعاد الأرمن وتهجيرهم عن جميع أقاليمهم ونواحيهم في الأناضول الشرقية والغربية وإقليم كيليكيا ثم قتلوا أو تركوا يهيمون في الصحراء بقوافل الأطفال والنساء والشيوخ التي هلكت من الجوع والعطش وظلت أكوام جثثها متروكة في العراء.لقد استفاد زعماء حزب الاتحاد والترقي من واقع عدم معاقبة السلطان عبد الحميد الثاني على جرائمه بحق الأرمن وجرائمهم هم بذبح الأرمن في (أضانة) عام 1909. إن أكثر ما يشجع المجرم على جريمته تأكده من أنه لن يعاقب.وتتفق مصادر عديدة على أن يهود تركيا ومحافلها الماسونية كانت عاملاً مساعداً كبيراً على ارتكاب حزب الاتحاد والترقي (غالبية أعضائها من يهود الدونمة والماسون المتنفذين في محفل سالونيكا الماسوني) والسلطات التركية لهذه المجازر. وتفيد المعلومات الموثقة أن ولاة وحكام دير الزور والموصل العرب كانوا قد رفضوا تنفيذ أوامر السفاح طلعت باشا وزير داخلية الإمبراطورية بتهجير وقتل الأرمن.ويذكر عمر الديراوي "إن الحكم العثماني صار ينطلق في معاملة الأرمن من مبدأ -عرب خاين.. أرمن كافر- فصاروا يهجرونهم من قراهم بكل وحشية فيموت أكثرهم جوعاً، ويتكفل رصاص حاميات الطرق بعدد كبير من الباقين..".وقد عانى العرب أيضاً من سياسة الاضطهاد، وكان الشعبان الأرمني والعربي، بشكل خاص، مثار اهتمام الحكومات العثمانية التي رأت دائماً مصدر خطر مستمر لها بسبب الحيوية والديناميكية اللتين يتمتعان بهما في الإمبراطورية العثمانية. وأكثر من هذا نتيجة الماضي المجيد لكل منهما، ونظراتهما المشتركة، بالنسبة للمستقبل، حول تشكيل وطن مستقل، تنمو فيه ومن خلاله إبداعاتهما الخلاقة. وبسبب ذلك، انتهجت السلطات العثمانية سياسة التتريك تجاه هاتين القوميتين لكبح جماح انطلاقتهما، والحد منها وإخمادها في النهاية. فأقدمت هذه السلطات على قتل القادة والزعماء الأرمن، وكما ذكرنا، اعتباراً من 24 نيسان-أبريل 1915، ثم اتبعتها بعد أسبوعين، وبالتحديد في 6 أيار-مايس 1915 بنصب المشانق للزعماء العرب في دمشق وبيروت، وبدأ إرهاب الطرفين معاً حين أخذ جمال باشا السفاح بالنسبة للعرب، وطلعت باشا السفاح بالنسبة للأرمن، وزملاؤهما أعضاء الاتحاد والترقي بسفك الدماء الأرمنية-العربية على حد سواء، حتى شهدت الأراضي الأرمنية في أرمينيا الغربية والأراضي العربية في سوريا ولبنان والعراق الكثير من الحوادث الدامية.يقول الجنرال الألماني ليمان فون ساندرس:"كان الأتراك الذين حكموا الأقطار العربية لقرون طويلة يشعرون بأنهم في وسط معادٍ . وقد نظم جمال باشا الذين عُيّن قائداً للجيش الرابع العثماني المتمركز في سوريا وفلسطين، إلى جانب شنق الوطنيين العرب، عملية نفي 10 آلاف عائلة عربية (مشكوك في ولائها !)، وقتل آلاف الناس، وسلب الممتلكات، بضمنها الأماكن المقدسة الإسلامية في النجف وكربلاء" .وفي سنة 1916 نشبت الثورة العربية الكبرى في الحجاز بقيادة الشريف حسين ضد الطغيان التركي
.
انك لا تمل من التحريف وجعل الظالم مظلوماً
لقد كشفت كتابتك عن هويتك الحقيقية التي تنبأت بها موظفاًَ في السفارة التركية في دولة عربية. فانك تصر على تزييف الوقائع التاريخية وتحريفها وتكشف عن عدائك للأرمن، وكذلك للعرب باتهامك للوطنيين العرب الذين أعدمهم جمال باشا السفاح بالخيانة والعمالة !!إنني أظهر قوميتي الأرمنية ولا أخفيها، كما تخفي أنت قوميتك، وافتخر بانتمائي الى مدينة بغداد الحبيبة (بعكسك أنت اللامنتمي !!)، تلك المدينة العربية العراقية العريقة التي استقبلت، كباقي مدن العراق والمدن العربية الأخرى، الأرمن الناجين من مجازر السفاحين طلعت وجمال وأنور. فلماذا تطلب مني ترك العرب يا (بيزنطي) !! ألم يسرك ذكري للحقائق التاريخية عن إضطهاد الدولة العثمانية للعرب وارتباط مصير ونضال الشعبين الأرمني والعربي ؟ فأكثر ما يهيج دعاة آلة الدعاية والتضليل التركية الحقائق التاريخية التي بات العالم كلها يعرفها وتنكرها الدولة التركية وحفنة (المؤرخين) الأتراك المرتبطين معها وبعض المرتزقة في الخارج.إن الموضوع الذي تقول إنك كتبته و(تبرىء) فيه جمال باشا السفاح سوف لن يغير من الواقع شيئاً. فكل المصادر العربية تتفق على اطلاق لقب (السفاح) على جمال باشا لجرائمه بحق العرب.أما الخطأ الآخر الذي وقعت فيه، فهو اطلاق وصف (الخلافة) على الدولة العثمانية. يقول الدكتور علي الوردي في هذا الصدد ما نصه:"كان انتقال الخلافة الى العثمانيين موضع خلاف وجدل بين الفقهاء، وقد اعترض بعضهم على هذا الانتقال استناداً على ما ورد عن النبي من أنه قال: (الائمة من قريش). والشائع أن السبب الذي جعل الدولة العثمانية شديدة التمسك بالمذهب الحنفي هو أن أبا حنيفة كان لا يأخذ بهذا الحديث ويرى من الجائز أن تكون الخلافة في غير قريش" (مقتبس من: علي الوردي (دكتور)، لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، الجزء الأول، بغداد، 1969، ص 49).ويضيف الدكتور الوردي: "يقول (ساطع الحصري): إن الأبحاث التاريخية لا تؤيد وقوع ذلك (يقصد انتقال الخلافة) على الرغم من تواتر الأقوال فيه، وأن تلك الأبحاث لا تترك مجالاً للشك في أنه اسطورة تكونت بعد فتح مصر وبعد وفاة السلطان سليم بمدة غير يسيرة. ويأتي الحصري بالقرائن التاريخية التي تؤيده في رأيه، ثم يقول ما نصه: ( كل شيء يدل على أن سلاطين آل عثمان لم يعيروا –في باديء الأمر- أمر الخلافة أي اهتمام. وعندما اهتموا بها فيما بعد –وأرادوا أن يستفيدوا منها- بصورة تدريجية، اختلق ساستهم ومؤرخوهم اسطورة التنازل والانتقال )"( مقتبس من: المصدر السابق، ص 49 عن: ساطع الحصري، البلاد العربية والدولة العثمانية، بيروت، 1960، ص ص 42-45).ويخلص الدكتور الوردي الى القول:"الواقع على أي حال أن العثمانيين استفادوا من فكرة الخلافة –كما يقول الحصري- فائدة كبيرة، ذلك أن اعتقاد المسلمين بتلك الفكرة قوّى نفوذ الدولة العثمانية وسهل حكمها تسهيلاً عظيماً" ( مقتبس من: علي الوردي (دكتور)، لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، الجزء الأول، ص 50).ويبدو أنك تصر على تحريف أحداث (وان). فالذي حدث أنه في شباط-فبراير 1915، أعلن والي وان جودت باشا "لقد سوّينا الحساب مع الأرمن والآشوريين في أذربيجان (يقصد الايرانية)، وبجب التعامل مع أرمن وان بالطريقة ذاتها"، وقد جاءته امدادات عسكرية من أرضروم لهذا الغرض. وبدأت قوات الجيش والشرطة التركية في منتصف نيسان-أبريل بتنظيم المذابح في المناطق الأرمنية في ولاية وان ، وتم ذبح 24 ألف أرمني في الناحية الشمالية لبحيرة وان في غضون ثلاثة أيام فقط. وبدأ المئات من القرويين الأرمن بخوض معارك ضارية ضد القوات المهاجمة وانسحبوا نحو مدينة وان لينظموا مع سكانها المعارك الدفاعية، وبدأ التصدي لهجوم القوات النظامية والذي بدأ في العشرين من نيسان-أبريل 1915، معتمدين أمام العدو المتفوق في الرجال والسلاح على امكانياتهم الذاتية فقط. وقد اطلقت القوات الحكومية على المدينة نحو 16 ألف قذيفة مدفع من دون أن تمس عزيمة وصلابة المدافعين عنها. وقد استمرت المعارك الدفاعية الضارية في وان 27 يوماً. وبعد أن سمع الأتراك بقرب قدوم الجيش الروسي الى المدينة أطلقوا قذائفهم الأخيرة على المدينة وانسحبوا منها، ودخل الجيش الروسي المدينة في 19 أيار-مايس (تاريخ الشعب الأرمني، مسؤولا التحرير: د.ب. آغايان و آ.ك. هوفهانيسيان، المجلد السادس، أرمينيا خلال الفترة من 1870-1917، أكاديمية علوم أرمينيا السوفييتية، يريفان، 1981، ص 233 -باللغة الأرمنية-، ص ص 565-567).لقد كانت مذبحة وان مريعة، تلك التي ارتكبها الأتراك عام 1915 ضد المدينة التي رفعت السلاح بعد ان حاصرتها القوات الحكومية بقصد تهجير وابادة سكانها. فقد تحدث أحد الصحفيين في أوائل أيلول-سبتمبر من العام 1915 عنها، وكيف أن القطع العسكرية الروسية التي جاءت لاحتلال المدينة لم تستطع دخولها بسبب من الرائحة العفنة التي كانت تفوح من جثث القتلى. كما نشر هذا الصحفي نص البرقية التي بعث بها قائد تلك القطع حيث كتب فيها يقول: "لقد دمرت مدينة وان بأكملها. أحرقت مبانيها الجيدة، أما منازلها المبنية من الطين فقد هدمت. الشوارع وأفنية المنازل مليئة بجثث الأرمن والمواشي، والأمتعة نهبت وأخذت"( د. كمال مظهر أحمد، كردستان في سنوات الحرب العالمية الأولى، ترجمة محمد الملا عبد الكريم، الطبعة الثانية، بغداد، 1984، ص ص 254-255). يبدو أن أسهل شيء بالنسبة لك هو اطلاق صفة الكذب بدون أدلة على الآخرين الذين يذكرون لك الحقائق التاريخية. فالأرمني معروف في كل مكان عاش به بالصدق والنزاهة في التعامل، حتى أن العثمانيين أنفسهم كانوا يطلقون عليهم قبل الحرب العالمية الأولى تسمية (الملة الصادقة) ولقرون طويلة. وأبناء الشعب الذين يمتلكون قضية عادلة ويدافعون عنها لا يكذبون، والا خسروا التأييد والاسناد العالميين لقضيتهم. هذا على العكس من ورثة السفاحين والقتلة والمنتهكين للعرض والمغتصبين للأراضي من أصحابها الشرعيين والخائفين أبداً من دنو يوم الحساب للجرائم التي ارتكبها أجدادهم وهم يتستمرون في التغطية عليها وتبريرها. لا ننكر وجود عدد كبير من الأتراك حالياً في تركيا وخارجها ممن يدينون الجرائم المرتكبة بحق الأرمن في الدولة العثمانية، وأعداد هؤلاء في تزايد، لا سيما في أوساط المثقفين.لقد وصفت الكاتب عمر الديراوي بـ(الكذاب) من دون ذكر أي مصدر أو دليل يدعم ادعاؤك هذا. كما أنك تحاول (تبرئة) السفاح الآخر السلطان عبد الحميد الثاني من جرائمه بقتل 300 ألف أرمني من 1894-1896. فقد "تميز عهد السلطان عبد الحميد بما وقع على الأرمن من مذابح جماعية، والواقع أن تلك المذابح كانت فظيعة جدا اهتز لها الرأي العام في أوروبا كما تألم منها الكثير من العثمانيين. وقد أطلق الأوروبيون على عبد الحميد من جرائها لقب (السلطان الأحمر) و (السفاك الكبير)" ( راجع: علي الوردي (دكتور)، لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، الجزء الثالث، بغداد، 1972، ص 22). يبدو أنك لا تحاول قراءة المصادر الموثوقة عن هذا الطاغية الذي حاول استخدام الدين الاسلامي الحنيف لتبرير جرائمه بحق الأرمن، والدين الاسلامي منها براء. وقد شمل الطغيان جميع الشعوب الخاضعة للحكم العثماني والتي أدت الى ثورة واستقلال اليونانيين والصرب والبلغار والرومانيين واللبنانيين. وشمل الاضطهاد شعوباً أخرى مثل العرب والأكراد وغيرهم. وهذه إحصائية بضحايا المجازر الجماعية التي ارتكبت بحق مختلف شعوب "الإمبراطورية العثمانية"السنة عدد الضحايا الجنسية1822 50000 يوناني في جزيرة كيوس1850 12000 أرمني وعاشوري1860 11000 لبناني وسوري 1876 15000 بلغار1877-1878 6000 أرمني1892 8000 يزيدي في الموصل1894 500000 أرمني1896 55000 يوناني في جزيرة كريت1909 30000 أرمني1915-1916 1500000 أرمني1917-1923 400000 أرمني1922 50000 يوناني1894-1924 450000 عاشوريعن كتاب (المصادر العربية حول جريمة إبادة الأرمن)وهو ما يدحض قولك "كان الأرمن دائماً في اسطنبول يعيشون بأفضل الأحوال، وهم عاشوا عمراً مديداً في كنف الخلافة العثمانية آمنين مطمئنين مرتاحي البال" !!!أن كل ما أذكره يستند الى مصادر ووثائق تاريخية، ومنها المصادر العربية، على العكس من ادعاءاتك التي لا تستند الا الى مصادر (المؤرخين) الأتراك المرتبطين بالدولة التركية والخادمين لسياساتها، والذين تم اثبات عدم مطابقة طروحاتهم لمنهج البحث في علم التاريخ. كما أنك لم تجب عما ذكرته في ردي الأول عن اعتراف 19 دولة حتى الآن بالابادة الأرمنية، منها المانيا استناداً الى وثائقها التاريخية أثناء الحرب العالمية الأولى، وكانت المانيا حليفة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وأبرز المساندين الآن لدخول تركيا الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن اعتراف هيئات دولية عديدة و 39 ولاية أميركية ومختصين دوليين بالابادة الأرمنية. كما تمت محاكمة المسؤولين الأتراك عن هذه الجرائم بعد الحرب العالمية الأولى، ونفذ حكم الأعدام بحق بعضهم. وجرت المداولات العلنية في البرلمان العثماني واعترف الكثير من النواب بجرائم الابادة الأرمنية وهي منشورة في الصحافة التركية الرسمية آنذاك، وأبرزها (تقويمي وقائعي).كما أنك تذكر "اذا قصدت ان انتقام ودفاع السكان العزل المسلمين عن انفسهم-بعد أن استطاعوا امتلاك السلاح- ضد المعتدين عليهم ابادة فهذا ما حدث فعلا"، فالعكس هو الصحيح، إذ أن السكان العزل كانوا الأرمن الذين تم تجنيد شبابهم من سن 18-45 في الحرب العالمية الأولى وبقي الأطفال والنساء والشيوخ لوحدهم في الولايات الأرمنية معرضين لهجمات الجيش وأفراد الشرطة (الجندرمة) وعصابات اللصوص والرعاع المسلحة. فالسلطة والجيش والسلاح كانت بيد السلطات العثمانية وليس بيد السكان الأرمن. ولكن حدثت حالات دفاع ذاتي للأرمن بالاسلحة البسيطة في بعض المناطق الأرمنية، مثل وان، عندما حاصرتها القوات العثمانية بقصد تهجيرها وابادتها. ويبدو أن مفهوم الابادة غير واضح لك، فهي لا تعني ما ذكرته، ويجدر بك الرجوع الى اتفاقية منع جريمة ابادة الأجناس ومعاقبتها، والتي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 9 كانون الأول-ديسمبر 1948.
لقد كشفت كتابتك عن هويتك الحقيقية التي تنبأت بها موظفاًَ في السفارة التركية في دولة عربية. فانك تصر على تزييف الوقائع التاريخية وتحريفها وتكشف عن عدائك للأرمن، وكذلك للعرب باتهامك للوطنيين العرب الذين أعدمهم جمال باشا السفاح بالخيانة والعمالة !!إنني أظهر قوميتي الأرمنية ولا أخفيها، كما تخفي أنت قوميتك، وافتخر بانتمائي الى مدينة بغداد الحبيبة (بعكسك أنت اللامنتمي !!)، تلك المدينة العربية العراقية العريقة التي استقبلت، كباقي مدن العراق والمدن العربية الأخرى، الأرمن الناجين من مجازر السفاحين طلعت وجمال وأنور. فلماذا تطلب مني ترك العرب يا (بيزنطي) !! ألم يسرك ذكري للحقائق التاريخية عن إضطهاد الدولة العثمانية للعرب وارتباط مصير ونضال الشعبين الأرمني والعربي ؟ فأكثر ما يهيج دعاة آلة الدعاية والتضليل التركية الحقائق التاريخية التي بات العالم كلها يعرفها وتنكرها الدولة التركية وحفنة (المؤرخين) الأتراك المرتبطين معها وبعض المرتزقة في الخارج.إن الموضوع الذي تقول إنك كتبته و(تبرىء) فيه جمال باشا السفاح سوف لن يغير من الواقع شيئاً. فكل المصادر العربية تتفق على اطلاق لقب (السفاح) على جمال باشا لجرائمه بحق العرب.أما الخطأ الآخر الذي وقعت فيه، فهو اطلاق وصف (الخلافة) على الدولة العثمانية. يقول الدكتور علي الوردي في هذا الصدد ما نصه:"كان انتقال الخلافة الى العثمانيين موضع خلاف وجدل بين الفقهاء، وقد اعترض بعضهم على هذا الانتقال استناداً على ما ورد عن النبي من أنه قال: (الائمة من قريش). والشائع أن السبب الذي جعل الدولة العثمانية شديدة التمسك بالمذهب الحنفي هو أن أبا حنيفة كان لا يأخذ بهذا الحديث ويرى من الجائز أن تكون الخلافة في غير قريش" (مقتبس من: علي الوردي (دكتور)، لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، الجزء الأول، بغداد، 1969، ص 49).ويضيف الدكتور الوردي: "يقول (ساطع الحصري): إن الأبحاث التاريخية لا تؤيد وقوع ذلك (يقصد انتقال الخلافة) على الرغم من تواتر الأقوال فيه، وأن تلك الأبحاث لا تترك مجالاً للشك في أنه اسطورة تكونت بعد فتح مصر وبعد وفاة السلطان سليم بمدة غير يسيرة. ويأتي الحصري بالقرائن التاريخية التي تؤيده في رأيه، ثم يقول ما نصه: ( كل شيء يدل على أن سلاطين آل عثمان لم يعيروا –في باديء الأمر- أمر الخلافة أي اهتمام. وعندما اهتموا بها فيما بعد –وأرادوا أن يستفيدوا منها- بصورة تدريجية، اختلق ساستهم ومؤرخوهم اسطورة التنازل والانتقال )"( مقتبس من: المصدر السابق، ص 49 عن: ساطع الحصري، البلاد العربية والدولة العثمانية، بيروت، 1960، ص ص 42-45).ويخلص الدكتور الوردي الى القول:"الواقع على أي حال أن العثمانيين استفادوا من فكرة الخلافة –كما يقول الحصري- فائدة كبيرة، ذلك أن اعتقاد المسلمين بتلك الفكرة قوّى نفوذ الدولة العثمانية وسهل حكمها تسهيلاً عظيماً" ( مقتبس من: علي الوردي (دكتور)، لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، الجزء الأول، ص 50).ويبدو أنك تصر على تحريف أحداث (وان). فالذي حدث أنه في شباط-فبراير 1915، أعلن والي وان جودت باشا "لقد سوّينا الحساب مع الأرمن والآشوريين في أذربيجان (يقصد الايرانية)، وبجب التعامل مع أرمن وان بالطريقة ذاتها"، وقد جاءته امدادات عسكرية من أرضروم لهذا الغرض. وبدأت قوات الجيش والشرطة التركية في منتصف نيسان-أبريل بتنظيم المذابح في المناطق الأرمنية في ولاية وان ، وتم ذبح 24 ألف أرمني في الناحية الشمالية لبحيرة وان في غضون ثلاثة أيام فقط. وبدأ المئات من القرويين الأرمن بخوض معارك ضارية ضد القوات المهاجمة وانسحبوا نحو مدينة وان لينظموا مع سكانها المعارك الدفاعية، وبدأ التصدي لهجوم القوات النظامية والذي بدأ في العشرين من نيسان-أبريل 1915، معتمدين أمام العدو المتفوق في الرجال والسلاح على امكانياتهم الذاتية فقط. وقد اطلقت القوات الحكومية على المدينة نحو 16 ألف قذيفة مدفع من دون أن تمس عزيمة وصلابة المدافعين عنها. وقد استمرت المعارك الدفاعية الضارية في وان 27 يوماً. وبعد أن سمع الأتراك بقرب قدوم الجيش الروسي الى المدينة أطلقوا قذائفهم الأخيرة على المدينة وانسحبوا منها، ودخل الجيش الروسي المدينة في 19 أيار-مايس (تاريخ الشعب الأرمني، مسؤولا التحرير: د.ب. آغايان و آ.ك. هوفهانيسيان، المجلد السادس، أرمينيا خلال الفترة من 1870-1917، أكاديمية علوم أرمينيا السوفييتية، يريفان، 1981، ص 233 -باللغة الأرمنية-، ص ص 565-567).لقد كانت مذبحة وان مريعة، تلك التي ارتكبها الأتراك عام 1915 ضد المدينة التي رفعت السلاح بعد ان حاصرتها القوات الحكومية بقصد تهجير وابادة سكانها. فقد تحدث أحد الصحفيين في أوائل أيلول-سبتمبر من العام 1915 عنها، وكيف أن القطع العسكرية الروسية التي جاءت لاحتلال المدينة لم تستطع دخولها بسبب من الرائحة العفنة التي كانت تفوح من جثث القتلى. كما نشر هذا الصحفي نص البرقية التي بعث بها قائد تلك القطع حيث كتب فيها يقول: "لقد دمرت مدينة وان بأكملها. أحرقت مبانيها الجيدة، أما منازلها المبنية من الطين فقد هدمت. الشوارع وأفنية المنازل مليئة بجثث الأرمن والمواشي، والأمتعة نهبت وأخذت"( د. كمال مظهر أحمد، كردستان في سنوات الحرب العالمية الأولى، ترجمة محمد الملا عبد الكريم، الطبعة الثانية، بغداد، 1984، ص ص 254-255). يبدو أن أسهل شيء بالنسبة لك هو اطلاق صفة الكذب بدون أدلة على الآخرين الذين يذكرون لك الحقائق التاريخية. فالأرمني معروف في كل مكان عاش به بالصدق والنزاهة في التعامل، حتى أن العثمانيين أنفسهم كانوا يطلقون عليهم قبل الحرب العالمية الأولى تسمية (الملة الصادقة) ولقرون طويلة. وأبناء الشعب الذين يمتلكون قضية عادلة ويدافعون عنها لا يكذبون، والا خسروا التأييد والاسناد العالميين لقضيتهم. هذا على العكس من ورثة السفاحين والقتلة والمنتهكين للعرض والمغتصبين للأراضي من أصحابها الشرعيين والخائفين أبداً من دنو يوم الحساب للجرائم التي ارتكبها أجدادهم وهم يتستمرون في التغطية عليها وتبريرها. لا ننكر وجود عدد كبير من الأتراك حالياً في تركيا وخارجها ممن يدينون الجرائم المرتكبة بحق الأرمن في الدولة العثمانية، وأعداد هؤلاء في تزايد، لا سيما في أوساط المثقفين.لقد وصفت الكاتب عمر الديراوي بـ(الكذاب) من دون ذكر أي مصدر أو دليل يدعم ادعاؤك هذا. كما أنك تحاول (تبرئة) السفاح الآخر السلطان عبد الحميد الثاني من جرائمه بقتل 300 ألف أرمني من 1894-1896. فقد "تميز عهد السلطان عبد الحميد بما وقع على الأرمن من مذابح جماعية، والواقع أن تلك المذابح كانت فظيعة جدا اهتز لها الرأي العام في أوروبا كما تألم منها الكثير من العثمانيين. وقد أطلق الأوروبيون على عبد الحميد من جرائها لقب (السلطان الأحمر) و (السفاك الكبير)" ( راجع: علي الوردي (دكتور)، لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، الجزء الثالث، بغداد، 1972، ص 22). يبدو أنك لا تحاول قراءة المصادر الموثوقة عن هذا الطاغية الذي حاول استخدام الدين الاسلامي الحنيف لتبرير جرائمه بحق الأرمن، والدين الاسلامي منها براء. وقد شمل الطغيان جميع الشعوب الخاضعة للحكم العثماني والتي أدت الى ثورة واستقلال اليونانيين والصرب والبلغار والرومانيين واللبنانيين. وشمل الاضطهاد شعوباً أخرى مثل العرب والأكراد وغيرهم. وهذه إحصائية بضحايا المجازر الجماعية التي ارتكبت بحق مختلف شعوب "الإمبراطورية العثمانية"السنة عدد الضحايا الجنسية1822 50000 يوناني في جزيرة كيوس1850 12000 أرمني وعاشوري1860 11000 لبناني وسوري 1876 15000 بلغار1877-1878 6000 أرمني1892 8000 يزيدي في الموصل1894 500000 أرمني1896 55000 يوناني في جزيرة كريت1909 30000 أرمني1915-1916 1500000 أرمني1917-1923 400000 أرمني1922 50000 يوناني1894-1924 450000 عاشوريعن كتاب (المصادر العربية حول جريمة إبادة الأرمن)وهو ما يدحض قولك "كان الأرمن دائماً في اسطنبول يعيشون بأفضل الأحوال، وهم عاشوا عمراً مديداً في كنف الخلافة العثمانية آمنين مطمئنين مرتاحي البال" !!!أن كل ما أذكره يستند الى مصادر ووثائق تاريخية، ومنها المصادر العربية، على العكس من ادعاءاتك التي لا تستند الا الى مصادر (المؤرخين) الأتراك المرتبطين بالدولة التركية والخادمين لسياساتها، والذين تم اثبات عدم مطابقة طروحاتهم لمنهج البحث في علم التاريخ. كما أنك لم تجب عما ذكرته في ردي الأول عن اعتراف 19 دولة حتى الآن بالابادة الأرمنية، منها المانيا استناداً الى وثائقها التاريخية أثناء الحرب العالمية الأولى، وكانت المانيا حليفة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وأبرز المساندين الآن لدخول تركيا الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن اعتراف هيئات دولية عديدة و 39 ولاية أميركية ومختصين دوليين بالابادة الأرمنية. كما تمت محاكمة المسؤولين الأتراك عن هذه الجرائم بعد الحرب العالمية الأولى، ونفذ حكم الأعدام بحق بعضهم. وجرت المداولات العلنية في البرلمان العثماني واعترف الكثير من النواب بجرائم الابادة الأرمنية وهي منشورة في الصحافة التركية الرسمية آنذاك، وأبرزها (تقويمي وقائعي).كما أنك تذكر "اذا قصدت ان انتقام ودفاع السكان العزل المسلمين عن انفسهم-بعد أن استطاعوا امتلاك السلاح- ضد المعتدين عليهم ابادة فهذا ما حدث فعلا"، فالعكس هو الصحيح، إذ أن السكان العزل كانوا الأرمن الذين تم تجنيد شبابهم من سن 18-45 في الحرب العالمية الأولى وبقي الأطفال والنساء والشيوخ لوحدهم في الولايات الأرمنية معرضين لهجمات الجيش وأفراد الشرطة (الجندرمة) وعصابات اللصوص والرعاع المسلحة. فالسلطة والجيش والسلاح كانت بيد السلطات العثمانية وليس بيد السكان الأرمن. ولكن حدثت حالات دفاع ذاتي للأرمن بالاسلحة البسيطة في بعض المناطق الأرمنية، مثل وان، عندما حاصرتها القوات العثمانية بقصد تهجيرها وابادتها. ويبدو أن مفهوم الابادة غير واضح لك، فهي لا تعني ما ذكرته، ويجدر بك الرجوع الى اتفاقية منع جريمة ابادة الأجناس ومعاقبتها، والتي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 9 كانون الأول-ديسمبر 1948.
رد أخير
مرة أخرى تفشل في الاستعانة بأي مصدر تاريخي يؤيد ادعاءاتك، لا سيما فيما يتعلق بالقضية الأرمنية، وتفشل في الرد على الوقائع التاريخية التي أوردتها وطلبت منك الرد عليها في المرة السابقة، لكنك قمت بتكرار نفس ما قلته أنت سابقاً ومن دون دليل أو مصدر أيضاً.تقول "والظاهر أن الكل مقتنع بأن رفع الصوت يجعل الناس يصدقون"، وهو ادعاء غير صحيح، لأن دول وشعوب العالم لا تحتاج الى "رفع الصوت"، فألارشيفات الوطنية لهذه الدول، ولاسيما تلك التي كانت قريبة من أحداث الحرب العالمية الأولى، هي مصادرها لمعرفة حجم الجريمة المرتكبة بحق الأرمن، ما عدا بعض الدول، إذ برغم تضمن ارشيفاتها المواد الوثائقية عن ابادة الأرمن، الا أنها ما زالت تفضل المصالح الاقتصادية والسياسية مع تركيا على الحقيقة التاريخية وتستمر بـ (ذبح) تركيا والحصول على التنازلات والقواعد العسكرية منها في مقابل تأخير اعترافها بالابادة الأرمنية. وبعض الدول الأوروبية اعترفت بواقع ابادة الأرمن، برغم علاقاتها السياسية والاقتصادية مع تركيا.واذا كانت "نظريتك" بشأن "رفع الصوت" صحيحة، فكان من المفترض أن تخدم تركيا التي تملك الامكانيات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والدبلوماسية والمصالح الاستراتيجية التي تربطها بدول كثيرة في العالم، فضلا عن أنها تنفق ميزانية ضخمة على مشاريع تزييف التاريخ وشراء الذمم، ولم يفدها كل ذلك، لأن الحقيقة لا بد أن تنكشف مهما طال الزمن.والأرمن لا يقلدون أحداً في جهودهم من أجل تحقيق العدالة التاريخية واستعادة حقوقهم المسلوبة.نعم، إنني عضو سجل نفسه في المنتدى للاجابة عن ادعاءاتك، فأنا، كسائر العراقيين، حديث العهد مع شبكة الأنترنت، وقد وجدت هذا الموقع من خلال البحث، وأنا عازم على المشاركة فيه ببحوثي التاريخية، لأنني مقتنع بأن منتدى التاريخ هذا وغيره وجد للباحثين في علم التاريخ الذين يستندون الى المصادر والوقائع التاريخية، وليس للذين يعيدون كتابة التاريخ على وفق أهوائهم الشخصية، أو سياسات الدول التي تدفع لهم.ذكرت الأمير شكيب أرسلان، رحمه الله، ولم تذكر أنه دان جرائم جمال باشا السفاح بحق العرب. فقد ورد في تقرير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية عن شكيب أرسلان (http://www.asharqalarabi.org.uk/center/rijal-shakib.htm) ما نصه:" ... أخيراً استاء (الأمير شكيب أرسلان) من سياسة القائد العثماني جمال السفاح، الذي طغى وبغى وقتل ونفى وهجر حتى طفح الكيل، حيث أنقذ الأمير شكيب من مظالم جمال باشا العديد من الشخصيات السورية واللبنانية نذكر منهم فارس الخوري الذي ظل حتى آخر حياته يذكر أن شكيب أرسلان أنقذه من الموت. ثم توترت علاقات الأمير بجمال باشا لتكاثر تدخلاته، وهُدد مراراً بعدم التدخل، وقد نصحه الكثيرون ألاّ يتمادى في التدخل حرصاً على حياته. فهاجر من سورية إلى استانبول سنة 1917، وقرر ألا يعود إلى سورية وجمال السفاح فيها. و"دعته الحكومة الألمانية في نفس العام لزيارة عواصمها، فلبى الدعوة، وهناك وُفق في إقناع الألمان وساسة الأتراك في إرجاع جمال السفاح إلى الآستانة. وبهذا خدم شكيب قومه وأنقذ البقية الباقية من الزعماء السوريين من حبل المشنقة، كما خدم بلاده في إعادة منفيي سورية إلى أوطانهم". كما يذكر التقرير: " وأخذ يغذي الصحف العربية في كل مكان، وراح ينشر مذكراته في جريدة (مرآة الغرب) بنيويورك، تحدث فيها عن جمال السفاح ومقاومته له وردعه إياه عن فظائعه المنكرة في قتل الأحرار من العرب، وتحذيره لهذا الضابط المتكبر من نتائج أعماله على الدولة العثمانية وعلى رابطة العرب والترك".إن اعترافك باطلاق العثمانيين أنفسهم على الأرمن تسمية (الملة الصادقة) قبل الحرب العالمية الأولى أوقعك في تناقض كبير مع نفسك، فهي تتناقض مع ادعائك بعد قليل بأن "شكل السلطان عبد الحميد الكتائب الحميدية من العشائر الكردية ليستطيعوا حماية انفسهم من العصابات الأرمنية-طاشناق وو الخ"، فكيف هم "الملة الصادقة" ويشكلون في الوقت ذاته "العصابات" التي هي "معروفة بافعالها ضد الأهالي العزل"، وحسب "المؤرخين المحترمين" الذين لم تذكر أياً منهم !! وقد أردت بها "دليل آخر على المعاملة الحسنة التي يعاملون بها الأرمن"، بيد أنه دليل آخر يدين الحكومة العثمانية وقادة حزب الاتحاد والترقي اليهود والماسون، بقيامهم بتهجير وقتل رعايا الدولة العثمانية، لا سيما أولئك الذين أطلقت عليهم تسمية "الملة الصادقة" !!أما عن هدف تشكيل الفرق الحميدية، فسأرد لك ما كتبته بعض المصادر التاريخية الموثوقة. "ازدادت أوضاع الأرمن سوءاً، عندما قامت الحكومة العثمانية بتزويد الأكراد بالسلاح وتجنيدهم في وحدات غير نظامية، وألفت منهم طوابير الخيالة المعروفة بـ (فرسان الحميدية) أو (حميدية آلايلري) نسبة الى السلطان عبد الحميد الثاني. وقد أشاع هؤلاء الفرسان الرعب في طول البلاد وعرضها طيلة سنوات، حتى بات الوضع بالنسبة للأرمن لا يطاق، إذ لم يكونوا ملزمين بايواء القبائل الرحل والفرق الحميدية في الشتاء وحسب، بل كان عليهم أيضاً أن يؤدوا لزعماء الأكراد ضرائب باهظة وخيالية، الى جانب الضرائب الحكومية المرهقة" (بول أميل، تاريخ أرمينيا، ترجمة شكري علاوي، بيروت، ص 45). وايضاً "وبذلك اتخذ السلطان عبد الحميد الثاني من فرسان الحميدية اداة لتنفيذ سياسته الانتقامية، فيما كان يلجأ الى بث النقمة لدى الأكراد على الأرمن باشاعته أن الأرمن كانوا يريدون انشاء دولة مستقلة لهم، وذلك بتحويل منطقة كردستان، وأن يصبحوا هم سادة البلاد والأكراد من رعاياها. وقد أدى ذلك، فضلاً عن تشكيل الفرق الحميدية، والامتيازات التي منحتها الدولة العثمانية الى بعض العشائر الكردية، واختلاف الدين الى خلق صراع بين الأرمن والأكراد استغله السلطان عبد الحميد الثاني لضرب الأرمن" ( نجلاء عدنان حسين العكيلي، الدولة العثمانية والمشكلة الأرمنية 1894-1916، رسالة ماجستير في التاريخ الحديث مقدمة الى مجلس كلية التربية في الجامعة المستنصرية باشراف الأستاذ الدكتور لطفي جعفر فرج، بغداد، 2003، ص 35).وكذلك "وبهذا الصدد، كتب القنصل البريطاني في أرضروم هامبسن الى حكومته قائلاً: "إن الأكراد انفسهم يعلنون أن تنظيماً عسكرياً يشكل منهم من أجل ضبط الأرمن بشكل خاص"( م. سيروبيان، نضالنا في سبيل تحرر الأرمن. تحليلات حول القضية الأرمنية، القاهرة، 1948، ص 132 (باللغة الأرمنية)، ص 190).إنك تكرر الكلام نفسه عن السلطان عبد الحميد الثاني. هل تعلم أنه حتى في تركيا نفسها هناك قطاعاً عريضاً من الناس تطلق عليه حتى الآن تسمية "السلطان الأحمر" ؟(راجع مقالة الكاتب التركي أحمد هاكان في صحيفة "حرييت" في 21 تموز-يوليو 2005 بحسب صحيفة "مرمرة، اسطنبول).يبدو أنك أنت الذي تتحذلق بذكرك "كيف يجندون شعباً وهم يريدون إبادته، ألا يخافون أن ينقلبوا عليهم"، لأنني ذكرت في ردي الأول " قامت الحكومة العثمانية بعزل الجنود الأرمن المجندين في الجيش العثماني وتجريدهم من السلاح وتشغيلهم بأعمال السخرة، حتى وصل الأمر إلى إجبارهم على حفر قبورهم الجماعية بأيديهم قبل قتلهم !!"، وبذلك تم ابعاد الشباب الأرمن من مناطق سكناهم وبقي النساء والأطفال والشيوخ لتهجير الأرمن وقتلهم فيما بعد من دون مقاومة. وتم قتل الشباب المجندين المجردين من السلاح بعد تشغيلهم بأعمال السخرة !!كما أنك أوردت عبارات أخرى غير مفهومة، مثل "فالكل يعرف ما هي الابادة حين يراها" !! هل أن شرط الابادة حسب زعمك الرؤية أو المشاهدة ؟!، ولربما أنك تقوم باكتشاف أشياء جديدة عن الابادة غير موجودة في تعريفها !! فضلا عن قولك "مناطق شرق الاناضول ... لم تكن تحت السلطة المركزية بل هي مناطق عشائرية وقبلية"، فهذه المناطق، برغم طبيعتها العشائرية والقبلية، كانت ضمن حدود الدولة العثمانية وتحت سيطرة حكومتها المركزية، والا عدت مناطق "متمردة" استوجب ارسال القوات العسكرية لقمعها، كما حدث في الماضي وحتى في تركيا الحالية.وأخيراً، انهي باب الجدل معك، فقد بدا واضحاً أنك لست بباحث تاريخي وتكرر ادعاءاتك نفسها من دون سند او دليل تاريخي، وتريد اعادة كتابة التاريخ حسب اهوائك الشخصية، ولربما قرأت التاريخ في المدارس التركية التي تلقن الاكاذيب للجيل الجديد على أنها تاريخ، حسب الكاتب التركي أحمد آلتان، فالحال هذه يصبح الجدل معك يا (بيزنطي) عقيماً وبيزنطي !! والقارىء أصبح لديه ما يكفي لمعرفة من يقول الحقيقة.
مرة أخرى تفشل في الاستعانة بأي مصدر تاريخي يؤيد ادعاءاتك، لا سيما فيما يتعلق بالقضية الأرمنية، وتفشل في الرد على الوقائع التاريخية التي أوردتها وطلبت منك الرد عليها في المرة السابقة، لكنك قمت بتكرار نفس ما قلته أنت سابقاً ومن دون دليل أو مصدر أيضاً.تقول "والظاهر أن الكل مقتنع بأن رفع الصوت يجعل الناس يصدقون"، وهو ادعاء غير صحيح، لأن دول وشعوب العالم لا تحتاج الى "رفع الصوت"، فألارشيفات الوطنية لهذه الدول، ولاسيما تلك التي كانت قريبة من أحداث الحرب العالمية الأولى، هي مصادرها لمعرفة حجم الجريمة المرتكبة بحق الأرمن، ما عدا بعض الدول، إذ برغم تضمن ارشيفاتها المواد الوثائقية عن ابادة الأرمن، الا أنها ما زالت تفضل المصالح الاقتصادية والسياسية مع تركيا على الحقيقة التاريخية وتستمر بـ (ذبح) تركيا والحصول على التنازلات والقواعد العسكرية منها في مقابل تأخير اعترافها بالابادة الأرمنية. وبعض الدول الأوروبية اعترفت بواقع ابادة الأرمن، برغم علاقاتها السياسية والاقتصادية مع تركيا.واذا كانت "نظريتك" بشأن "رفع الصوت" صحيحة، فكان من المفترض أن تخدم تركيا التي تملك الامكانيات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والدبلوماسية والمصالح الاستراتيجية التي تربطها بدول كثيرة في العالم، فضلا عن أنها تنفق ميزانية ضخمة على مشاريع تزييف التاريخ وشراء الذمم، ولم يفدها كل ذلك، لأن الحقيقة لا بد أن تنكشف مهما طال الزمن.والأرمن لا يقلدون أحداً في جهودهم من أجل تحقيق العدالة التاريخية واستعادة حقوقهم المسلوبة.نعم، إنني عضو سجل نفسه في المنتدى للاجابة عن ادعاءاتك، فأنا، كسائر العراقيين، حديث العهد مع شبكة الأنترنت، وقد وجدت هذا الموقع من خلال البحث، وأنا عازم على المشاركة فيه ببحوثي التاريخية، لأنني مقتنع بأن منتدى التاريخ هذا وغيره وجد للباحثين في علم التاريخ الذين يستندون الى المصادر والوقائع التاريخية، وليس للذين يعيدون كتابة التاريخ على وفق أهوائهم الشخصية، أو سياسات الدول التي تدفع لهم.ذكرت الأمير شكيب أرسلان، رحمه الله، ولم تذكر أنه دان جرائم جمال باشا السفاح بحق العرب. فقد ورد في تقرير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية عن شكيب أرسلان (http://www.asharqalarabi.org.uk/center/rijal-shakib.htm) ما نصه:" ... أخيراً استاء (الأمير شكيب أرسلان) من سياسة القائد العثماني جمال السفاح، الذي طغى وبغى وقتل ونفى وهجر حتى طفح الكيل، حيث أنقذ الأمير شكيب من مظالم جمال باشا العديد من الشخصيات السورية واللبنانية نذكر منهم فارس الخوري الذي ظل حتى آخر حياته يذكر أن شكيب أرسلان أنقذه من الموت. ثم توترت علاقات الأمير بجمال باشا لتكاثر تدخلاته، وهُدد مراراً بعدم التدخل، وقد نصحه الكثيرون ألاّ يتمادى في التدخل حرصاً على حياته. فهاجر من سورية إلى استانبول سنة 1917، وقرر ألا يعود إلى سورية وجمال السفاح فيها. و"دعته الحكومة الألمانية في نفس العام لزيارة عواصمها، فلبى الدعوة، وهناك وُفق في إقناع الألمان وساسة الأتراك في إرجاع جمال السفاح إلى الآستانة. وبهذا خدم شكيب قومه وأنقذ البقية الباقية من الزعماء السوريين من حبل المشنقة، كما خدم بلاده في إعادة منفيي سورية إلى أوطانهم". كما يذكر التقرير: " وأخذ يغذي الصحف العربية في كل مكان، وراح ينشر مذكراته في جريدة (مرآة الغرب) بنيويورك، تحدث فيها عن جمال السفاح ومقاومته له وردعه إياه عن فظائعه المنكرة في قتل الأحرار من العرب، وتحذيره لهذا الضابط المتكبر من نتائج أعماله على الدولة العثمانية وعلى رابطة العرب والترك".إن اعترافك باطلاق العثمانيين أنفسهم على الأرمن تسمية (الملة الصادقة) قبل الحرب العالمية الأولى أوقعك في تناقض كبير مع نفسك، فهي تتناقض مع ادعائك بعد قليل بأن "شكل السلطان عبد الحميد الكتائب الحميدية من العشائر الكردية ليستطيعوا حماية انفسهم من العصابات الأرمنية-طاشناق وو الخ"، فكيف هم "الملة الصادقة" ويشكلون في الوقت ذاته "العصابات" التي هي "معروفة بافعالها ضد الأهالي العزل"، وحسب "المؤرخين المحترمين" الذين لم تذكر أياً منهم !! وقد أردت بها "دليل آخر على المعاملة الحسنة التي يعاملون بها الأرمن"، بيد أنه دليل آخر يدين الحكومة العثمانية وقادة حزب الاتحاد والترقي اليهود والماسون، بقيامهم بتهجير وقتل رعايا الدولة العثمانية، لا سيما أولئك الذين أطلقت عليهم تسمية "الملة الصادقة" !!أما عن هدف تشكيل الفرق الحميدية، فسأرد لك ما كتبته بعض المصادر التاريخية الموثوقة. "ازدادت أوضاع الأرمن سوءاً، عندما قامت الحكومة العثمانية بتزويد الأكراد بالسلاح وتجنيدهم في وحدات غير نظامية، وألفت منهم طوابير الخيالة المعروفة بـ (فرسان الحميدية) أو (حميدية آلايلري) نسبة الى السلطان عبد الحميد الثاني. وقد أشاع هؤلاء الفرسان الرعب في طول البلاد وعرضها طيلة سنوات، حتى بات الوضع بالنسبة للأرمن لا يطاق، إذ لم يكونوا ملزمين بايواء القبائل الرحل والفرق الحميدية في الشتاء وحسب، بل كان عليهم أيضاً أن يؤدوا لزعماء الأكراد ضرائب باهظة وخيالية، الى جانب الضرائب الحكومية المرهقة" (بول أميل، تاريخ أرمينيا، ترجمة شكري علاوي، بيروت، ص 45). وايضاً "وبذلك اتخذ السلطان عبد الحميد الثاني من فرسان الحميدية اداة لتنفيذ سياسته الانتقامية، فيما كان يلجأ الى بث النقمة لدى الأكراد على الأرمن باشاعته أن الأرمن كانوا يريدون انشاء دولة مستقلة لهم، وذلك بتحويل منطقة كردستان، وأن يصبحوا هم سادة البلاد والأكراد من رعاياها. وقد أدى ذلك، فضلاً عن تشكيل الفرق الحميدية، والامتيازات التي منحتها الدولة العثمانية الى بعض العشائر الكردية، واختلاف الدين الى خلق صراع بين الأرمن والأكراد استغله السلطان عبد الحميد الثاني لضرب الأرمن" ( نجلاء عدنان حسين العكيلي، الدولة العثمانية والمشكلة الأرمنية 1894-1916، رسالة ماجستير في التاريخ الحديث مقدمة الى مجلس كلية التربية في الجامعة المستنصرية باشراف الأستاذ الدكتور لطفي جعفر فرج، بغداد، 2003، ص 35).وكذلك "وبهذا الصدد، كتب القنصل البريطاني في أرضروم هامبسن الى حكومته قائلاً: "إن الأكراد انفسهم يعلنون أن تنظيماً عسكرياً يشكل منهم من أجل ضبط الأرمن بشكل خاص"( م. سيروبيان، نضالنا في سبيل تحرر الأرمن. تحليلات حول القضية الأرمنية، القاهرة، 1948، ص 132 (باللغة الأرمنية)، ص 190).إنك تكرر الكلام نفسه عن السلطان عبد الحميد الثاني. هل تعلم أنه حتى في تركيا نفسها هناك قطاعاً عريضاً من الناس تطلق عليه حتى الآن تسمية "السلطان الأحمر" ؟(راجع مقالة الكاتب التركي أحمد هاكان في صحيفة "حرييت" في 21 تموز-يوليو 2005 بحسب صحيفة "مرمرة، اسطنبول).يبدو أنك أنت الذي تتحذلق بذكرك "كيف يجندون شعباً وهم يريدون إبادته، ألا يخافون أن ينقلبوا عليهم"، لأنني ذكرت في ردي الأول " قامت الحكومة العثمانية بعزل الجنود الأرمن المجندين في الجيش العثماني وتجريدهم من السلاح وتشغيلهم بأعمال السخرة، حتى وصل الأمر إلى إجبارهم على حفر قبورهم الجماعية بأيديهم قبل قتلهم !!"، وبذلك تم ابعاد الشباب الأرمن من مناطق سكناهم وبقي النساء والأطفال والشيوخ لتهجير الأرمن وقتلهم فيما بعد من دون مقاومة. وتم قتل الشباب المجندين المجردين من السلاح بعد تشغيلهم بأعمال السخرة !!كما أنك أوردت عبارات أخرى غير مفهومة، مثل "فالكل يعرف ما هي الابادة حين يراها" !! هل أن شرط الابادة حسب زعمك الرؤية أو المشاهدة ؟!، ولربما أنك تقوم باكتشاف أشياء جديدة عن الابادة غير موجودة في تعريفها !! فضلا عن قولك "مناطق شرق الاناضول ... لم تكن تحت السلطة المركزية بل هي مناطق عشائرية وقبلية"، فهذه المناطق، برغم طبيعتها العشائرية والقبلية، كانت ضمن حدود الدولة العثمانية وتحت سيطرة حكومتها المركزية، والا عدت مناطق "متمردة" استوجب ارسال القوات العسكرية لقمعها، كما حدث في الماضي وحتى في تركيا الحالية.وأخيراً، انهي باب الجدل معك، فقد بدا واضحاً أنك لست بباحث تاريخي وتكرر ادعاءاتك نفسها من دون سند او دليل تاريخي، وتريد اعادة كتابة التاريخ حسب اهوائك الشخصية، ولربما قرأت التاريخ في المدارس التركية التي تلقن الاكاذيب للجيل الجديد على أنها تاريخ، حسب الكاتب التركي أحمد آلتان، فالحال هذه يصبح الجدل معك يا (بيزنطي) عقيماً وبيزنطي !! والقارىء أصبح لديه ما يكفي لمعرفة من يقول الحقيقة.
وبذلك أغلقت باب الحوار مع هذا "الكاتب" بعد أن تبين لي عقم الحوار معه وعدم جديته وتجاهلت أي "رد" آخر منه
0 comments:
Post a Comment