نشرت المقال الآتي تحت عنوان: (الأرمن... ما أصلهم، وما قصة الابادة التي تعرضوا لها وتواجدهم في العراق) في صحيفة (الديوان) العراقية بعددها المرقم 11 الصادر في 19 حزيران-يونيو 2004 مع المحرر في الصحيفة معمر الزاخولي. وكانت هذه الصحيفة تصدر عن الجبهة الوطنية لعشائر العراق، وكنت في حينها سكرتيراً للتحرير في الصحيفة.
وفيما يأتي نص المقال
ينتمي الأرمن الى العرق الآري (الهند-أوروبي). ويعود وجودهم في أرض أرمينيا التاريخية (الهضبة الأرمنية) الممتدة في الأجزاء الوسطى والشرقية من آسيا الصغرى إلى الألف الثالث ق.م، حسب الدراسات اللغوية والآثارية.
وتشغل جمهورية أرمينيا الحالية، وهي إحدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق ومساحتها 29,8 ألف كيلومتر مربع، نحو عشر مساحة أرمينيا التاريخية فقط الذي يمتد أغلبها ضمن تركيا الحالية. وتنبع من (الهضبة الأرمنية) عدة أنهار رئيسة، منها دجلة والفرات، حسب المؤرخين والجغرافيين العرب والأجانب.
تعرضت أرمينيا على مدى تاريخها الى غزوات الامبراطوريات المتعاقبة. وتعرض الأرمن الى مجازر عديدة في الدولة العثمانية، منها المجازر التي ارتكبتها هذه الدولة بحقهم من 1894-1896، وراح ضحيتها 300 ألف أرمني، تلتها مجازر 1915-1923، والتي راح ضحيتها أكثر من مليوني أرمني خلال حكم الدولة العثمانية وحتى تأسيس تركيا الكمالية، وهي مجازر بشعة يندى لها جبين الانسانية ولم يشهد التاريخ لها مثيلاً.
ويتوالى اعتراف الكثير من الدول والمنظمات الدولية بهذه المجازر، كان آخرها اعتراف كندا بها في شهر نيسان الماضي. وترفض الولايات المتحدة وبريطانيا وصف هذه المجازر بـ(الابادة) لأسباب سياسية واقتصادية، على الرغم من وجود الأدلة الدامغة على حدوث جريمة الابادة، مما يكشف زيف الشعارات التي ترفعها هاتان الدولتان باحترام حقوق الانسان والأمم والشعوب.
تواجد الأرمن في العراق
امتلك الأرمن حضوراً متميزاً في العراق، إذ امتازوا كحرفيين ومتخصصين في فروع مختلفة من الصناعة والتجارة، وأعمالهم تتميز بالدقة والنزاهة.
وصل عدد الأرمن في العراق بعد المجازر المريعة التي تعرضوا لها عام 1915 في الدولة العثمانية الى 25-30 ألفاً.
وقال الخوري ناريك اشخانيان راعي كنيسة الأرمن الأرثوذكس في العراق لـ(الديوان): إن أول هجرة للأرمن الى العراق كانت من مناطق ايران الى البصرة فبغداد، ثم الموصل في بدايات القرن السابع عشر.
وأضاف الخوري اشخانيان: إن الهجرة الثانية للأرمن الى العراق كانت بعد عام 1915، بعدما تعرض الأرمن من مواطني الدولة العثمانية الى الاضطهاد والابادة على يد السلطات العثمانية آنذاك. وسكن الأرمن المُهجًّرون في البدء مدينة الموصل، ونزح قسم منهم الى بعقوبة، ثم نهر عمر قبل أن يقطنوا مناطق مختلفة في العراق، فيما هاجر قسم آخر منهم الى خارج العراق. والغالبية العظمى من الأرمن العراقيين اليوم هم أحفاد وأولاد هؤلاء المُهجًّرين.
وأشار الخوري اشخانيان الى أن عدد الأرمن في العراق حالياً يتراوح من 18-20 ألف نسمة يسكنون بغداد والبصرة وكركوك والموصل وزاخو ومناطق أخرى من العراق، وهم مكون أساس من الشعب العراقي الواحد بجميع فئاته وطوائفه وأعراقه المتآخية.
مواقف العراقيين النبيلة
وأشاد الأب اشخانيان بمواقف أبناء الشعب العراقي النبيلة تجاه الأرمن المُهجًّرين عام 1915، فقال: عندما وصل المُهجًّرون الأرمن الى العراق أُستقبلوا بكل حفاوة وترحاب من قبل العشائر العراقية والعراقيين عموماً، والذين آووهم في بيوتهم معززين مكرمين وأقتسموا معهم رغيف الخبز، وهو فضل لن ينساه الأرمن أبد الدهر.
واستأنف الأب اشخانيان حديثه بالقول: إن العراقيين فسحوا مجال العمل للأرمن المُهجًّرين الذين عملوا في مجالات الحرف والصناعات الخفيفة، وأدخلوا أولادهم المدارس والجامعات، فبرز منهم الأطباء والصيادلة والمحامون والمصورون الفوتوغرافيون من أمثال المصور جان صاحب ستوديو بابل الشهير والذي خدم الدولة العراقية من الحقبة الملكية الى الجمهورية. كما برز الحرفيون في مجال الأعمال الميكانيكية مثل تصليح المركبات وأجهزة التكييف والتبريد والمهن الأخرى.
الكنائس الأرمنية في العراق
وعن الكنائس الأرمنية الأرثوذكسية في العراق، قال الأب اشخانيان: إنه توجد في بغداد كنيسة رئيسة باسم كنيسة القديس كريكور المنور في منطقة الباب الشرقي، وكنيسة القديس كرابيت في منطقة كمب سارة، فضلاً عن كنيسة قديمة يعود تاريخ انشائها الى العام 1638 باسم كنيسة مريم العذراء، وكنيسة الشهداء التي بنيت في العام 1989. كما توجد كنائس أرمنية في البصرة وكركوك والموصل وزاخو.
وفي الختام، قال الأب اشخانيان: إن الأرمن العراققين يتمنون أن يسود العدل والسلام والاستقرار أرض العراق الطاهرة، وأن يكون العراق للعراقيين للوصول الى بر الأمان وتحقيق الغد المشرق لأبنائه وأجياله اللاحقة
وتشغل جمهورية أرمينيا الحالية، وهي إحدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق ومساحتها 29,8 ألف كيلومتر مربع، نحو عشر مساحة أرمينيا التاريخية فقط الذي يمتد أغلبها ضمن تركيا الحالية. وتنبع من (الهضبة الأرمنية) عدة أنهار رئيسة، منها دجلة والفرات، حسب المؤرخين والجغرافيين العرب والأجانب.
تعرضت أرمينيا على مدى تاريخها الى غزوات الامبراطوريات المتعاقبة. وتعرض الأرمن الى مجازر عديدة في الدولة العثمانية، منها المجازر التي ارتكبتها هذه الدولة بحقهم من 1894-1896، وراح ضحيتها 300 ألف أرمني، تلتها مجازر 1915-1923، والتي راح ضحيتها أكثر من مليوني أرمني خلال حكم الدولة العثمانية وحتى تأسيس تركيا الكمالية، وهي مجازر بشعة يندى لها جبين الانسانية ولم يشهد التاريخ لها مثيلاً.
ويتوالى اعتراف الكثير من الدول والمنظمات الدولية بهذه المجازر، كان آخرها اعتراف كندا بها في شهر نيسان الماضي. وترفض الولايات المتحدة وبريطانيا وصف هذه المجازر بـ(الابادة) لأسباب سياسية واقتصادية، على الرغم من وجود الأدلة الدامغة على حدوث جريمة الابادة، مما يكشف زيف الشعارات التي ترفعها هاتان الدولتان باحترام حقوق الانسان والأمم والشعوب.
تواجد الأرمن في العراق
امتلك الأرمن حضوراً متميزاً في العراق، إذ امتازوا كحرفيين ومتخصصين في فروع مختلفة من الصناعة والتجارة، وأعمالهم تتميز بالدقة والنزاهة.
وصل عدد الأرمن في العراق بعد المجازر المريعة التي تعرضوا لها عام 1915 في الدولة العثمانية الى 25-30 ألفاً.
وقال الخوري ناريك اشخانيان راعي كنيسة الأرمن الأرثوذكس في العراق لـ(الديوان): إن أول هجرة للأرمن الى العراق كانت من مناطق ايران الى البصرة فبغداد، ثم الموصل في بدايات القرن السابع عشر.
وأضاف الخوري اشخانيان: إن الهجرة الثانية للأرمن الى العراق كانت بعد عام 1915، بعدما تعرض الأرمن من مواطني الدولة العثمانية الى الاضطهاد والابادة على يد السلطات العثمانية آنذاك. وسكن الأرمن المُهجًّرون في البدء مدينة الموصل، ونزح قسم منهم الى بعقوبة، ثم نهر عمر قبل أن يقطنوا مناطق مختلفة في العراق، فيما هاجر قسم آخر منهم الى خارج العراق. والغالبية العظمى من الأرمن العراقيين اليوم هم أحفاد وأولاد هؤلاء المُهجًّرين.
وأشار الخوري اشخانيان الى أن عدد الأرمن في العراق حالياً يتراوح من 18-20 ألف نسمة يسكنون بغداد والبصرة وكركوك والموصل وزاخو ومناطق أخرى من العراق، وهم مكون أساس من الشعب العراقي الواحد بجميع فئاته وطوائفه وأعراقه المتآخية.
مواقف العراقيين النبيلة
وأشاد الأب اشخانيان بمواقف أبناء الشعب العراقي النبيلة تجاه الأرمن المُهجًّرين عام 1915، فقال: عندما وصل المُهجًّرون الأرمن الى العراق أُستقبلوا بكل حفاوة وترحاب من قبل العشائر العراقية والعراقيين عموماً، والذين آووهم في بيوتهم معززين مكرمين وأقتسموا معهم رغيف الخبز، وهو فضل لن ينساه الأرمن أبد الدهر.
واستأنف الأب اشخانيان حديثه بالقول: إن العراقيين فسحوا مجال العمل للأرمن المُهجًّرين الذين عملوا في مجالات الحرف والصناعات الخفيفة، وأدخلوا أولادهم المدارس والجامعات، فبرز منهم الأطباء والصيادلة والمحامون والمصورون الفوتوغرافيون من أمثال المصور جان صاحب ستوديو بابل الشهير والذي خدم الدولة العراقية من الحقبة الملكية الى الجمهورية. كما برز الحرفيون في مجال الأعمال الميكانيكية مثل تصليح المركبات وأجهزة التكييف والتبريد والمهن الأخرى.
الكنائس الأرمنية في العراق
وعن الكنائس الأرمنية الأرثوذكسية في العراق، قال الأب اشخانيان: إنه توجد في بغداد كنيسة رئيسة باسم كنيسة القديس كريكور المنور في منطقة الباب الشرقي، وكنيسة القديس كرابيت في منطقة كمب سارة، فضلاً عن كنيسة قديمة يعود تاريخ انشائها الى العام 1638 باسم كنيسة مريم العذراء، وكنيسة الشهداء التي بنيت في العام 1989. كما توجد كنائس أرمنية في البصرة وكركوك والموصل وزاخو.
وفي الختام، قال الأب اشخانيان: إن الأرمن العراققين يتمنون أن يسود العدل والسلام والاستقرار أرض العراق الطاهرة، وأن يكون العراق للعراقيين للوصول الى بر الأمان وتحقيق الغد المشرق لأبنائه وأجياله اللاحقة
An introduction and comment in English and the whole article in Arabic:
Great articles ...
ReplyDeleteWe need more awareness about the Armenian Genocide in Arabic, and to reach more Arab readers..
Keep up the good work.