Sunday, March 05, 2006

ردان على مقالين تضليليين بشأن القضية الأرمنية

كنت قد نشرت تعليقين على مقال تضليلي نشر بحلقتين في مجلة العصر بعنوان: "إبادة الأرمن... قصة ملفقة: مزاعم وحقائق " أدرجهما أدناه
ما تقوله هو التضليل بعينه
إن ما تقوله هو إدعاء باطل وتكرار لما تردده أبواق الدعاية التركية !! والدليل على ذلك انك لا تستند الى أي مصدر تاريخي موثوق، عدا المصادر التركية التي أثبت المؤرخون عدم مطابقتها لمنهج البحث في علم التاريخ. وانصحك بقراءة المصادر التاريخية، خاصة كتاب شاهد العيان فائز الغصين (المذابح في أرمينيا) والالاف من المصادر والكتب. إن ما قام به قادة الاتحاد والترقي من وضع وتطبيق سياسة الابادة ضد الأرمن ليس له علاقة بالاسلام والمسلمين والدين الاسلامي منها براء. فأغلب قيادات هذا الحزب، كما أوردت المصادر التاريخية، كانوا من يهود الدونمة (المرتدين) الذي ينتمي اليهم ايضا مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية الحديثة. ويتمتع الأرمن الذين يقطنون البلاد العربية بعلاقات ممتازة مع العرب والمسلمين. وبامكاني دحض كل مزاعمك الباطلة وانكارك للابادة واحدة واحدة استنادا الى المصادر التاريخية والى أقوال المثقفين الأتراك انفسهم الذين يعترفون بالابادة والذين تزايد عددهم في السنوات الأخيرة

تحرييف الوقائع
مرة أخرى يتم تحريف وتزييف الوقائع التاريخية. أولاً: لا يعود للعثمانيين الفضل في الحفاظ على عقيدة ولغة وتراث الأرمن، فقد حافظ الأرمن والكنيسة الأرمنية عليها منذ عام 301 م، عندما أصبحت المسيحية الديانة الرسمية للمملكة الأرمنية، ضد محاولات الفرس الساسانيين والرومان والبيزنطيين والأتراك السلاجقة وغيرهم، حتى في ظروف فقدان أرمينيا لاستقلالها السياسي، ولغاية عام 1514 عندما استولى العثمانيون على أرمينيا الغربية بعد معركة (سهل جالديران). ثانياً: الدول العظمى كانت في حالة صراع مرير لتقسيم ممتلكات (الرجل المريض)، وكانت تسعى الى ارضاء السلطان وتحقيق مصالحها الذاتية، لذا لم تقف الى جانب الأرمن أثناء المجازر التي ارتكبها السلطان عبد الحميد الثاني من 1894-1896 وراح ضحيتها أكثر من 300 ألف أرمني. وأطلق الأوروبيون على عبد الحميد من جرائها لقب (السلطان الأحمر) و (السفاك الكبير)( علي الوردي (دكتور)، لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، الجزء الثالث، بغداد، 1972، ص 22). ثالثاً: إن تقلد شخصيات من الأرمن للمناصب العالية ليس منة من أحد، بل تعود للقابليات الكبيرة التي كانوا يتمتعون بها ويفتقد اليها الأتراك، بحسب أقوال المؤرخين، وقد اتجه الاتراك، وهم الأقلية في الدولة (6 ملايين من مجموع 30 مليون نسمة في الدولة العثمانية حسب تقارير الدبلوماسيين المعتمدين في اسطنبول آنذاك) الى الجيش للسيطرة على الدولة عبره. كما أن تقلد أشخاص من شعب معين لا تعني، في أي حال من الأحوال، رفاهية الشعب الذي كان ينتمي اليه هؤلاء الأشخاص. ثالثاً: كانت السياسة الروسية تجاه الدولة العثمانية في هذه الفترة تقوم على مبدأ الحفاظ على وحدة وسلامة أراضي الدولة العثمانية والوصول الى المياه الدافئة وعدم الرغبة في بروز أرمينيا على غرار بلغاريا تهدد مصالح القيصرية الروسية في ما وراء القفقاس. رابعاً: كانت بريطانيا قد بدأت تسترضي كل من الدولة العثمانية والمانيا لكي لا تعارضا تدخلها في مصر(سمير عربش، أرمينية أرض وشعب، 1991، بيروت، ص 125). وكانت بريطانيا لا تساعد الأرمن، لا سيما أثناء المجازر الأرمنية، علماً أن أعضاء الجالية البريطانية في اسطنبول كانوا يرون أن في مقدور حكومة لندن أن تتدخل بشكل فاعل في القضية الأرمنية في السابق وبامكانها فعل ذلك في أيامهم. وكانت تتواجد وحدات من الاسطول البريطاني منذ عام 1886 في حالة استرخاء عسكري في مياه جزيرة كريت على مقربة من الدردنيل والبوسفور(عبد العزيز محمد الشناوي، المصدر المذكور، ص 1619). ولا يعرف عن البريطانيين رغبتهم في ايجاد دولة أرمنية، بل أفشلوا (مع ألمانيا) مشروع الحكم الذاتي لأرمينيا على غرار بلغاريا ولبنان بعد مذابح 1860، وافشالهم كذلك مشروع الاصلاحات المقترح في معاهدة (سان ستيفانو)، لأن أي نجاح للقضية الأرمنية كانوا يعدونها نجاحاً لروسيا بالوصول الى البحر المتوسط والمياه الدافئة وتهديد خطوط المواصلات نحو الهند. خامساً: إن المادة الحادية والستين من معاهدة برلين، وبرغم ما تشوبها من شوائب وسلبيات لا استطيع تفصيلها في هذا الموضع الصغير، كانت تشكل، على حد تعبير المؤرخ الأرمني بصطرمجيان، "حقاً بالنسبة للأرمن، والتزاماً بالنسبة لتركيا، وواجباً بالنسبة لأوروبا". لكن أوروبا قصرت في القيام بهذا الواجب، وبتقصيرها أصبحت، بشكل غير مباشر، مصدر كل تعقيد أحاط لاحقاً بالقضية الأرمنية، وأدى الى افتعال المذابح الرهيبة (هراج داسنابيديان، القضية الأرمنية، عرض تاريخي مقتضب للقضية الأرمنية في اطارها السياسي والاجتماعي، 1984، ص 10 (محاضرة القيت في صالة كلية الآداب العليا الفرنسية في بيروت بتاريخ 18 أيار-مايس 1975، ترجمها الى اللغة العربية جوزف كالوستيان، ص 12). وبعد عودته الى موطنه، قال مكرديج خريميان (خريميان هايريك) الذي كان رئيساً للوفد الأرمني الى مؤتمر برلين لأبناء شعبه: "لقد طبخت الحرية في برلين، ولكننا لم نتمكن من أكلها بملعقة من الورق. لا ترجوا يا أولادي أي أمل من الأجانب ودبروا اموركم بانفسكم"، فكان هذا القول نذيراً للثورة عند الأرمن (ك. ل. استارجيان، تاريخ الامة الأرمنية. وقائع من الشرقين الأدنى والأوسط في أدوار الإمبراطوريات الرومانية والبيزنطية والفارسية والعربية والعثمانية والروسية، الموصل، 1951، ص 279). وهناك شهادات موثوقة كثيرة جداً تصور الوضع المأساوي للأرمن في أرمينيا الغربية، وكان لا بد لشعب يعيش في ظل هذه الظروف وتحت النير العثماني البغيض أن يناضل ويثور للحفاظ على حياته وشرفه ووجوده، بعد أن ثارت شعوب كثيرة كانت خاضعة للحكم العثماني قبلهم واستعادت حريتها وكرامتها، وتبين للأرمن عدم جدية السلطان في تطبيق الاصلاحات المنصوص عليها في معاهدة بيرلين عام 1878 والتي وقع عليها السلطان نفسه وعدم نية الدول العظمى في الضغط على السلطان لتطبيق هذه الاصلاحات وسعيها فقط الى تحقيق مصالحها الذاتية. تحرييف الوقائع آرا سركيس يقول... مرة أخرى يتم تحريف وتزييف الوقائع التاريخية. أولاً: لا يعود للعثمانيين الفضل في الحفاظ على عقيدة ولغة وتراث الأرمن، فقد حافظ الأرمن والكنيسة الأرمنية عليها منذ عام 301 م، عندما أصبحت المسيحية الديانة الرسمية للمملكة الأرمنية، ضد محاولات الفرس الساسانيين والرومان والبيزنطيين والأتراك السلاجقة وغيرهم، حتى في ظروف فقدان أرمينيا لاستقلالها السياسي، ولغاية عام 1514 عندما استولى العثمانيون على أرمينيا الغربية بعد معركة (سهل جالديران). ثانياً: الدول العظمى كانت في حالة صراع مرير لتقسيم ممتلكات (الرجل المريض)، وكانت تسعى الى ارضاء السلطان وتحقيق مصالحها الذاتية، لذا لم تقف الى جانب الأرمن أثناء المجازر التي ارتكبها السلطان عبد الحميد الثاني من 1894-1896 وراح ضحيتها أكثر من 300 ألف أرمني. وأطلق الأوروبيون على عبد الحميد من جرائها لقب (السلطان الأحمر) و (السفاك الكبير)( علي الوردي (دكتور)، لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، الجزء الثالث، بغداد، 1972، ص 22). ثالثاً: إن تقلد شخصيات من الأرمن للمناصب العالية ليس منة من أحد، بل تعود للقابليات الكبيرة التي كانوا يتمتعون بها ويفتقد اليها الأتراك، بحسب أقوال المؤرخين، وقد اتجه الاتراك، وهم الأقلية في الدولة (6 ملايين من مجموع 30 مليون نسمة في الدولة العثمانية حسب تقارير الدبلوماسيين المعتمدين في اسطنبول آنذاك) الى الجيش للسيطرة على الدولة عبره. كما أن تقلد أشخاص من شعب معين لا تعني، في أي حال من الأحوال، رفاهية الشعب الذي كان ينتمي اليه هؤلاء الأشخاص. ثالثاً: كانت السياسة الروسية تجاه الدولة العثمانية في هذه الفترة تقوم على مبدأ الحفاظ على وحدة وسلامة أراضي الدولة العثمانية والوصول الى المياه الدافئة وعدم الرغبة في بروز أرمينيا على غرار بلغاريا تهدد مصالح القيصرية الروسية في ما وراء القفقاس. رابعاً: كانت بريطانيا قد بدأت تسترضي كل من الدولة العثمانية والمانيا لكي لا تعارضا تدخلها في مصر(سمير عربش، أرمينية أرض وشعب، 1991، بيروت، ص 125). وكانت بريطانيا لا تساعد الأرمن، لا سيما أثناء المجازر الأرمنية، علماً أن أعضاء الجالية البريطانية في اسطنبول كانوا يرون أن في مقدور حكومة لندن أن تتدخل بشكل فاعل في القضية الأرمنية في السابق وبامكانها فعل ذلك في أيامهم. وكانت تتواجد وحدات من الاسطول البريطاني منذ عام 1886 في حالة استرخاء عسكري في مياه جزيرة كريت على مقربة من الدردنيل والبوسفور(عبد العزيز محمد الشناوي، المصدر المذكور، ص 1619). ولا يعرف عن البريطانيين رغبتهم في ايجاد دولة أرمنية، بل أفشلوا (مع ألمانيا) مشروع الحكم الذاتي لأرمينيا على غرار بلغاريا ولبنان بعد مذابح 1860، وافشالهم كذلك مشروع الاصلاحات المقترح في معاهدة (سان ستيفانو)، لأن أي نجاح للقضية الأرمنية كانوا يعدونها نجاحاً لروسيا بالوصول الى البحر المتوسط والمياه الدافئة وتهديد خطوط المواصلات نحو الهند. خامساً: إن المادة الحادية والستين من معاهدة برلين، وبرغم ما تشوبها من شوائب وسلبيات لا استطيع تفصيلها في هذا الموضع الصغير، كانت تشكل، على حد تعبير المؤرخ الأرمني بصطرمجيان، "حقاً بالنسبة للأرمن، والتزاماً بالنسبة لتركيا، وواجباً بالنسبة لأوروبا". لكن أوروبا قصرت في القيام بهذا الواجب، وبتقصيرها أصبحت، بشكل غير مباشر، مصدر كل تعقيد أحاط لاحقاً بالقضية الأرمنية، وأدى الى افتعال المذابح الرهيبة (هراج داسنابيديان، القضية الأرمنية، عرض تاريخي مقتضب للقضية الأرمنية في اطارها السياسي والاجتماعي، 1984، ص 10 (محاضرة القيت في صالة كلية الآداب العليا الفرنسية في بيروت بتاريخ 18 أيار-مايس 1975، ترجمها الى اللغة العربية جوزف كالوستيان، ص 12). وبعد عودته الى موطنه، قال مكرديج خريميان (خريميان هايريك) الذي كان رئيساً للوفد الأرمني الى مؤتمر برلين لأبناء شعبه: "لقد طبخت الحرية في برلين، ولكننا لم نتمكن من أكلها بملعقة من الورق. لا ترجوا يا أولادي أي أمل من الأجانب ودبروا اموركم بانفسكم"، فكان هذا القول نذيراً للثورة عند الأرمن (ك. ل. استارجيان، تاريخ الامة الأرمنية. وقائع من الشرقين الأدنى والأوسط في أدوار الإمبراطوريات الرومانية والبيزنطية والفارسية والعربية والعثمانية والروسية، الموصل، 1951، ص 279). وهناك شهادات موثوقة كثيرة جداً تصور الوضع المأساوي للأرمن في أرمينيا الغربية، وكان لا بد لشعب يعيش في ظل هذه الظروف وتحت النير العثماني البغيض أن يناضل ويثور للحفاظ على حياته وشرفه ووجوده، بعد أن ثارت شعوب كثيرة كانت خاضعة للحكم العثماني قبلهم واستعادت حريتها وكرامتها، وتبين للأرمن عدم جدية السلطان في تطبيق الاصلاحات المنصوص عليها في معاهدة بيرلين عام 1878 والتي وقع عليها السلطان نفسه وعدم نية الدول العظمى في الضغط على السلطان لتطبيق هذه الاصلاحات وسعيها فقط الى تحقيق مصالحها الذاتية.

0 comments:

Post a Comment

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
p--cmYrAD_e345B