لقد تعرض الشعب الأرمني في الدولة العثمانية في عام 1915 الى أول جريمة إبادة في القرن العشرين أدت الى استشهاد مليون ونصف المليون أرمني من مواطني الدولة العثمانية، وهو ما عادل ثلثي تعداد الشعب الأرمني في الدولة العثمانية آنذاك، فضلاً عن هجرة مئات الألوف من الأرمن الى بلدان أخرى في العالم، وتكبدهم خسائر هائلة في الممتلكات وتدمير ارثهم الثقافي والحضاري الذي امتد الى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد.
ويستمر تأثير الإبادة الأرمنية في جمهوريتي أرمينيا وآرتساخ-غاراباغ الجبلية اليوم[1] والأرمن في بقاع العالم كافة لما تركته هذه الجريمة البشعة من تأثير عميق في النفس البشرية الأرمنية ما زالت الأجيال المتعاقبة تتوارثه، على الرغم من مرور أكثر من 90 سنه عليها. وقد زاد من هذا التأثير سياسة انكار الإبادة الأرمنية أو تسويغها، والتي تنتهجها الدولة التركية، واصرارها على تحويل الجلاد الى ضحية، مما يعني قتل الضحية مرتين.
ومن جملة معاناة الناجين من الإبادة وورثتهم المعاناة من فقدان الصلة بالأهل والأقرباء الذين نجوا من المجازر ويعيشون في بقاع مختلفة من العالم. وكتب شاب أرمني من العراق على احدى مقالاتي معقباً:
" الموضوع جيد جدا وانا اشكر تعبك وجهدك هذا في الاعداد. وعندي مسألة صغيرة اود ان اعرضها عليك بشأن مجازر الارمن. الا يمكنني الحصول على نسخة من اسماء الذين قضوا نحبهم في تلك المجازر، اذ لدي اقارب من الارمن في تركيا في الحقبة 1915 وانقطعت اخبارهم عني وانا حفيدهم واسكن العراق.
وكان والدي المتوفي سنة 1997 والمولود عام 1900 في ازميت تركيا قد ذكر الي ان لك اولاد اعمام وخوال في تركيا وبلدان اوربية وكندا وغيرها ولكن ليس لدي من العناوين لاي احد منهم ، فهل من الممكن مساعدتي علما ان والدي كان من النازحين عام 1914 من تركيا باتجاه العراق ومعه الكثير من الاصدقاء والمعارف الارمن. ونحن نمر بظروف سيئة هنا في العراق ارجو مساعدتي في حل هذه الازمة المستعصية على مدى 15 سنة من عمري وانا الان في الثلاثين وحاصل على شهادة الماجستير في الادارة والاقتصاد واود اكمال الدكتوراه في الخارج لصعوبة الظرف الدراسي هنا في العراق.
ولك جزيل الشكر واود ان تستفسر لي عن عشيرة البودريان الارمنية وماذا حل بها فهي عشيرة ابائي واجدادي العظام وشكرا مرة اخرى. اترك عنواني لدى إدارة الموقع. ارجو الرد وابداء المساعدة"[2].
وكان ردي على هذا التعقيب هو الآتي:
"السيد بودريان المحترم
أشكر تعقيبك على مقالتي وكلماتك بالثناء عليها.
إن المشكلة التي تعاني منها هي، بشكل عام، مشكلة جميع أفراد الشعب الأرمني الذين عانوا من الإبادة وفقدوا الأهل والأقرباء وانتشروا في بقاع العالم كافة. كما أنك، كأرمني عراقي، تعاني من ظروف صعبة من جراء الوضع السائد في العراق، وهو ما أعانيه أنا وجميع الأرمن العراقيين وأفراد الشعب العراقي كافة.
وكما أسلفت آنفاً، أن ما تعاني منه من فقدان للأهل والأقرباء نتيجة للإبادة يشبه ما يعاني منه كل أرمني. وسأروي لك ما حدث معي قبل سنوات، وهو يجسد معاناة كل أرمني في هذا المجال:
قبل نشوب الحرب الأميركية-البريطانية على العراق في آذار-مارس 2003 بقليل، زار العراق السيد هوفسيب آشجيان، وهو صاحب شركة كبيرة للسياحة والسفر في لبنان طالما قرأت اعلاناتها في الصحف الأرمنية الصادرة في لبنان والتي كانت تصل العراق. وقد التقيت السيد آشجيان ودهشت عندما علمت أنه يتحدر، مثلي، من مدينة أورفة الأرمنية (جنوبي تركيا حالياً)، وأن عائلته، بعد المجزرة، قد جاءت الى العراق قبل أن تغادر الى لبنان. وقد أصابت الدهشة كلينا لدى استعراضنا لأسماء أفراد عائلتينا واكتشافنا لوجود أسماء مشتركة لرجال ونساء في العائلتين، مثل كريكور وهاكوب وآرمينوهي وفكتوريا وآزنيف، وأكثرها أسماء لأفراد من عائلتي استشهدوا في المجازر. إلا أننا، وللأسف، عجزنا عن ايجاد الصلة التي تربط عائلتينا، بسبب افتقادنا الى شجرة العائلة. بيد أن السيد آشجيان قال لي في النهاية: إننا أقرباء بالفعل وتستطيع أن تعتبر منزلي في بيروت هو منزلك تقيم فيه كلما زرت لبنان.
كما أنني لا أعرف في ما إذا كانت تربطني علاقة بالمطران ميسروب آشجيان رحمه الله الذي ذكر في احد البرامج التي عرضتها القناة الفضائية الأرمنية الأولى أنه يتحدر من مدينة اورفة.
وهكذا يا أخي، تستطيع أن تعتبر كل من يحمل لقبك، بل جميع الأرمن الذين يشاطرونك القدر نفسه هم أهلك وأقربائك، ونحن نعتبر جميع الأرمن كذلك، لا سيما في بلدان المهجر.
ولكن هذا لا يعني أن تكف عن البحث عن أقربائك، وسأقترح عليك هنا اتباع ما يأتي:
أدخل موقع www.inhomage.com وستجد في الصفحة الرئيسية في الموقع خريطة لآسيا الصغرى عام 1920، وفيها حدود جمهورية أرمينيا كما رسمت من قبل الرئيس الأميركي ودرو ولسن. وبامكانك الضغط على موقع المدينة التي تتحدر منها وستظهر قائمة بأسماء وألقاب الشهداء فيها في عام 1915 مرتبة بحسب حروف الأبجدية الانكليزية. وإذا لم تجد هناك الأسماء لشهداء عائلتك، فبامكانك اضافتهم لقاعدة المعلومات الموجودة في الموقع مع اسم المدينة التي ولدوا فيها والمنطقة. أما إذا وجدت الأسماء هناك، فبامكانك الضغط عليها لارسال رسالة الى قريبك الذي قام باضافة هذه الأسماء الى قاعدة المعلومات والاتصال به. وبامكانك أيضاً كتابة لقب عائلتك، وستظهر لك أسماء شهداء عائلتك الموجودة في قاعدة البيانات. وهنا لا بد أن أشير الى ضرورة عمل اشتراك مجاني في الموقع للاستفادة من قاعدة المعلومات هذه.
ويمكنك أيضاً اضافة المعلومات الخاصة بشهداء عائلتك في الموقع:
http://www.haydat-institut.org
في الاستمارة المتوفرة في الموقع باللغة الأرمنية، علماً أنه لا يمكن حالياً عرض قاعدة المعلومات المتكونة من اضافة المعلومات.
كما تستطيع عمل بحث باستخدام ماكنة البحث غوغل (www.google.com) وقراءة نتائج البحث، أو عن طريق البحث باستخدام برنامج الماسنجر (Yahoo, MSN, ICQ, Skype, etc)، أو عمل بحث عن الناس (People Search) في موقع (http://members.yahoo.com).
وباستخدام احدى هذه الطرق، وجدت أقرباءً لي وأصدقاء كنت قد فقدت الأتصال بهم لسنوات، كما أنهم وجدوني باستخدامها. ومن الطريف في هذا الموضوع أنني وجدت شخصاً يحمل اسمي ولقبي ذاته ويعيش في الولايات المتحدة الأميركية ويعمل موزعاً موسيقياً !!
اضافة الى كل ما تقدم، يمكنك عمل موقع شخصي لك (أو مدونة) على شبكة الانترنت (من موقع www.blogger.com مثلاً وهو مجاني) تستطيع فيه الكتابة عما يجول في خاطرك، أو تطلب فيه الاتصال بأقربائك الذين لا تعرفهم (يفضل في هذه الحالة الكتابة باللغة الإنكليزية). ويمكن لقريب لك أن يجد موقعك هذا ويتصل بك عبر الانترنت.
وتستطيع فعل كل ذلك وأنت في العراق. أما إذا قمت بزيارة بلدان أخرى يتواجد فيها عدد لا بأس به من الأرمن، فبامكانك زيارة الجمعيات الثقافية والتجمعات الأرمنية التي تضم الأرمن المتحدرين من المدينة نفسها في أرمينيا الغربية والبحث عن أقربائك.
أتمنى لك النجاح والموفقية في حياتك ودراستك، مع التقدير
آرا آشجيان
بغداد-العراق"
ويستمر تأثير الإبادة الأرمنية في جمهوريتي أرمينيا وآرتساخ-غاراباغ الجبلية اليوم[1] والأرمن في بقاع العالم كافة لما تركته هذه الجريمة البشعة من تأثير عميق في النفس البشرية الأرمنية ما زالت الأجيال المتعاقبة تتوارثه، على الرغم من مرور أكثر من 90 سنه عليها. وقد زاد من هذا التأثير سياسة انكار الإبادة الأرمنية أو تسويغها، والتي تنتهجها الدولة التركية، واصرارها على تحويل الجلاد الى ضحية، مما يعني قتل الضحية مرتين.
ومن جملة معاناة الناجين من الإبادة وورثتهم المعاناة من فقدان الصلة بالأهل والأقرباء الذين نجوا من المجازر ويعيشون في بقاع مختلفة من العالم. وكتب شاب أرمني من العراق على احدى مقالاتي معقباً:
" الموضوع جيد جدا وانا اشكر تعبك وجهدك هذا في الاعداد. وعندي مسألة صغيرة اود ان اعرضها عليك بشأن مجازر الارمن. الا يمكنني الحصول على نسخة من اسماء الذين قضوا نحبهم في تلك المجازر، اذ لدي اقارب من الارمن في تركيا في الحقبة 1915 وانقطعت اخبارهم عني وانا حفيدهم واسكن العراق.
وكان والدي المتوفي سنة 1997 والمولود عام 1900 في ازميت تركيا قد ذكر الي ان لك اولاد اعمام وخوال في تركيا وبلدان اوربية وكندا وغيرها ولكن ليس لدي من العناوين لاي احد منهم ، فهل من الممكن مساعدتي علما ان والدي كان من النازحين عام 1914 من تركيا باتجاه العراق ومعه الكثير من الاصدقاء والمعارف الارمن. ونحن نمر بظروف سيئة هنا في العراق ارجو مساعدتي في حل هذه الازمة المستعصية على مدى 15 سنة من عمري وانا الان في الثلاثين وحاصل على شهادة الماجستير في الادارة والاقتصاد واود اكمال الدكتوراه في الخارج لصعوبة الظرف الدراسي هنا في العراق.
ولك جزيل الشكر واود ان تستفسر لي عن عشيرة البودريان الارمنية وماذا حل بها فهي عشيرة ابائي واجدادي العظام وشكرا مرة اخرى. اترك عنواني لدى إدارة الموقع. ارجو الرد وابداء المساعدة"[2].
وكان ردي على هذا التعقيب هو الآتي:
"السيد بودريان المحترم
أشكر تعقيبك على مقالتي وكلماتك بالثناء عليها.
إن المشكلة التي تعاني منها هي، بشكل عام، مشكلة جميع أفراد الشعب الأرمني الذين عانوا من الإبادة وفقدوا الأهل والأقرباء وانتشروا في بقاع العالم كافة. كما أنك، كأرمني عراقي، تعاني من ظروف صعبة من جراء الوضع السائد في العراق، وهو ما أعانيه أنا وجميع الأرمن العراقيين وأفراد الشعب العراقي كافة.
وكما أسلفت آنفاً، أن ما تعاني منه من فقدان للأهل والأقرباء نتيجة للإبادة يشبه ما يعاني منه كل أرمني. وسأروي لك ما حدث معي قبل سنوات، وهو يجسد معاناة كل أرمني في هذا المجال:
قبل نشوب الحرب الأميركية-البريطانية على العراق في آذار-مارس 2003 بقليل، زار العراق السيد هوفسيب آشجيان، وهو صاحب شركة كبيرة للسياحة والسفر في لبنان طالما قرأت اعلاناتها في الصحف الأرمنية الصادرة في لبنان والتي كانت تصل العراق. وقد التقيت السيد آشجيان ودهشت عندما علمت أنه يتحدر، مثلي، من مدينة أورفة الأرمنية (جنوبي تركيا حالياً)، وأن عائلته، بعد المجزرة، قد جاءت الى العراق قبل أن تغادر الى لبنان. وقد أصابت الدهشة كلينا لدى استعراضنا لأسماء أفراد عائلتينا واكتشافنا لوجود أسماء مشتركة لرجال ونساء في العائلتين، مثل كريكور وهاكوب وآرمينوهي وفكتوريا وآزنيف، وأكثرها أسماء لأفراد من عائلتي استشهدوا في المجازر. إلا أننا، وللأسف، عجزنا عن ايجاد الصلة التي تربط عائلتينا، بسبب افتقادنا الى شجرة العائلة. بيد أن السيد آشجيان قال لي في النهاية: إننا أقرباء بالفعل وتستطيع أن تعتبر منزلي في بيروت هو منزلك تقيم فيه كلما زرت لبنان.
كما أنني لا أعرف في ما إذا كانت تربطني علاقة بالمطران ميسروب آشجيان رحمه الله الذي ذكر في احد البرامج التي عرضتها القناة الفضائية الأرمنية الأولى أنه يتحدر من مدينة اورفة.
وهكذا يا أخي، تستطيع أن تعتبر كل من يحمل لقبك، بل جميع الأرمن الذين يشاطرونك القدر نفسه هم أهلك وأقربائك، ونحن نعتبر جميع الأرمن كذلك، لا سيما في بلدان المهجر.
ولكن هذا لا يعني أن تكف عن البحث عن أقربائك، وسأقترح عليك هنا اتباع ما يأتي:
أدخل موقع www.inhomage.com وستجد في الصفحة الرئيسية في الموقع خريطة لآسيا الصغرى عام 1920، وفيها حدود جمهورية أرمينيا كما رسمت من قبل الرئيس الأميركي ودرو ولسن. وبامكانك الضغط على موقع المدينة التي تتحدر منها وستظهر قائمة بأسماء وألقاب الشهداء فيها في عام 1915 مرتبة بحسب حروف الأبجدية الانكليزية. وإذا لم تجد هناك الأسماء لشهداء عائلتك، فبامكانك اضافتهم لقاعدة المعلومات الموجودة في الموقع مع اسم المدينة التي ولدوا فيها والمنطقة. أما إذا وجدت الأسماء هناك، فبامكانك الضغط عليها لارسال رسالة الى قريبك الذي قام باضافة هذه الأسماء الى قاعدة المعلومات والاتصال به. وبامكانك أيضاً كتابة لقب عائلتك، وستظهر لك أسماء شهداء عائلتك الموجودة في قاعدة البيانات. وهنا لا بد أن أشير الى ضرورة عمل اشتراك مجاني في الموقع للاستفادة من قاعدة المعلومات هذه.
ويمكنك أيضاً اضافة المعلومات الخاصة بشهداء عائلتك في الموقع:
http://www.haydat-institut.org
في الاستمارة المتوفرة في الموقع باللغة الأرمنية، علماً أنه لا يمكن حالياً عرض قاعدة المعلومات المتكونة من اضافة المعلومات.
كما تستطيع عمل بحث باستخدام ماكنة البحث غوغل (www.google.com) وقراءة نتائج البحث، أو عن طريق البحث باستخدام برنامج الماسنجر (Yahoo, MSN, ICQ, Skype, etc)، أو عمل بحث عن الناس (People Search) في موقع (http://members.yahoo.com).
وباستخدام احدى هذه الطرق، وجدت أقرباءً لي وأصدقاء كنت قد فقدت الأتصال بهم لسنوات، كما أنهم وجدوني باستخدامها. ومن الطريف في هذا الموضوع أنني وجدت شخصاً يحمل اسمي ولقبي ذاته ويعيش في الولايات المتحدة الأميركية ويعمل موزعاً موسيقياً !!
اضافة الى كل ما تقدم، يمكنك عمل موقع شخصي لك (أو مدونة) على شبكة الانترنت (من موقع www.blogger.com مثلاً وهو مجاني) تستطيع فيه الكتابة عما يجول في خاطرك، أو تطلب فيه الاتصال بأقربائك الذين لا تعرفهم (يفضل في هذه الحالة الكتابة باللغة الإنكليزية). ويمكن لقريب لك أن يجد موقعك هذا ويتصل بك عبر الانترنت.
وتستطيع فعل كل ذلك وأنت في العراق. أما إذا قمت بزيارة بلدان أخرى يتواجد فيها عدد لا بأس به من الأرمن، فبامكانك زيارة الجمعيات الثقافية والتجمعات الأرمنية التي تضم الأرمن المتحدرين من المدينة نفسها في أرمينيا الغربية والبحث عن أقربائك.
أتمنى لك النجاح والموفقية في حياتك ودراستك، مع التقدير
آرا آشجيان
بغداد-العراق"
[1] اقرأ في هذا الصدد مقالتي تحت عنوان: تأثير الإبادة الأرمنية لعام 1915 في جمهوريتي أرمينيا وآرتساخ-غاراباغ الجبلية اليوم.
http://ara-ashjian.blogspot.com/2006/09/1915.html
[2] http://www.azad-hye.org/article.php?op=details&id=6
0 comments:
Post a Comment