Wednesday, December 27, 2006

بيان لرؤساء الطوائف المسيحية في بغداد

أصدرت الأمانة العامة لمجلس رؤساء الطوائف المسيحية في بغداد بياناً في 24 كانون الأول-ديسمبر 2006 لمناسبة ميلاد رسول المحبة والسلام ورأس السنة الميلادية جاء فيه:
تداعى رؤساء الطوائف المسيحية الى اجتماع ضمهم في العشرين من كانون الاول, 2006, على ابواب عيد الميلاد المجيد, وفي الايام القريبة من عيد الاضحى المبارك, فلم تستطع فرحة الاعياد المقبلة تبديد الغيوم القائمة التي تلفهم والبلاد حزناً واسى. فالعنف المستشري والخطف الظالم والاعمى والتهجير الحرام المستبد وتعثر المساعي الوفاقية السياسية وانهيار البنى التحتية والضمانات الاجتماعية واستشراء الهجرة الداخلية كما الى الخارج، مآس تصيب أولاً وآخراً العراقيين أيا كان دينهم أو قوميتهم. لقد هالهم بنوع أخص وضع المسيحيين المتردي بشكل مأساوي. لذا يناشدون القيادات الروحية والسياسية في العالم وفي المنطقة وفي العراق مذكرين الجميع بالثوابت التالية:
1. العراق بلد نهائي لجميع أبنائه، أيا كان انتماؤهم. وعليه فأن وحدة أرضه وشعبه، وان اختار ابناؤه هذا الشكل من الحكم أو ذاك، هبة من الله عبر التاريخ الطويل لا يجوز التفريط به.
2. الشعب العراقي يتوحد على قاعدة حقوق الانسان التي تجد في الأديان السماوية والفلسفات العالمية والممارسات الأخلاقية العريقة أساساً لها، لا بل ضمانة وسنداً.
3. الدولة بكل أجهزتها وعلى كل مستوياتها مسؤولة أولاً بأول عن أمن مواطنيها على كل الأصعدة. لذا نطلب اليها أن تسعى بكل الطرق الى اعادة الأمن الى البلاد والكرامة الى المواطن والحرية الى كل مؤمن.
4. الجماعة الدولية من خلال الأمم المتحدة والدول العظمى مدعوة أكثر من أي وقت مضى الى دعم المساعي التوفيقية البناءة للحفاظ على العراق تراباً وشعباً ومؤسسات. وعليه فالرؤساء يناشدون الجميع، بصفتهم رعاة على أبناء شعب آمن مؤمن، أن يلجأوا الى الحوار والتشاور السياسي والدبلوماسي، قافلين أبواب العنف قفلاً نهائياً. فالعراق أمانة في أعناق الجميع وسلامه من سلام الجميع وأمنه خير للجميع.
5. المسيحيون في العراق مع الأقليات الدينية الأخرى، هم أبناء الوطن الأصليون وأحفاد سكانه الأوائل، قد غدوا اليوم، بفعل التطورات والتحولات، أمانة في أيدي الدولة والجماعات المتنفذة. لذا يناشد الرؤساء هؤلاء جميعاً أن يرفعوا عنهم سيوف الاضطهاد الذي يتجسد في الخطف والتعدي على المقامات الروحية والأملاك الخاصة والترويع من أجل التهجير والتطهير العرقي والديني والمذهبي. وكل هذه الأعمال المشينة مرفوضة من قبل جميع الأديان السماوية وتعد إجراماً ضد الإنسانية كما نصت عليها القوانين الوضعية.
6. عيد ميلاد يسوع المسيح له المجد الذي يحييه المسيحيون عيد سلام ومحبة واخاء وفرح، سيقتصر في خضم هذه الأيام العصيبة لهذه السنة على العبادة والصلاة فقط.

وعليه فالرعاة يعتذرون عن تقبل التهاني ويطلبون الى المؤمنين أن يكتفوا بالطقوس الدينية والكنسية ويمتنعوا عن الاحتفالات الاجتماعية المرافقة لها وذلك احتجاجاً على الأوضاع المأساوية ومؤاساة للمحزونين ومشاركة للمنكوبين المحرومين. ولتحل على الجميع بركة الله القدير الرحيم مع أحر التهاني الى المسلمين جميعاً بحلول عيد الأضحى المبارك.

الأمانة العامة لمجلس رؤساء الطوائف المسيحية في بغداد

0 comments:

Post a Comment

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
p--cmYrAD_e345B