Friday, March 31, 2006

تفاهة حجج هالاج اوغلو في إنكار الإبادة الأرمنية

هالاج اوغلو: غرف الغاز لم تكن موجودة في تركيا بل وجدت غرف لحرق القمل

نشرت صحيفة (مرمرة) الصادرة في اسطنبول في 12 نيسان-أبريل 2005 [1] مقالة تحت عنوان: (تطورات جديدة في مسألة الإصرار على الإبادة الأرمنية- "غرف الغاز لم تكن موجودة في تركيا بل وجدت غرف لحرق القمل")، جاء فيها:
"يوسف هالاج اوغلو، رئيس مجمع التاريخ التركي الذي يبذل نشاطاً محموماً هذه الأيام لتفنيد الإصرار على حدوث الإبادة الأرمنية، ألقى بالأمس محاضرة في جامعة (جانكايا) في أنقرة بيًن فيها "وجهات نظره" التي باتت واضحة للجميع. وفي هذه المرة تطرق إلى إصرار الألمان على أنهم تعلموا بناء غرف الغاز التي استخدموها ضد اليهود من غرف الموت التي استخدمها الأتراك ضد الأرمن. وقال هالاج اوغلو: إن غرف الغاز لم تكن موجودة في تركيا عام 1915، بل وجدت فقط غرف لحرق القمل في الملابس"!!
وأضافت الصحيفة: "إن هالاج اوغلو، الذي توجد في أقواله دائماً أشياء متناقضة ومثيرة للانتقاد، كرر هذه المرة أيضا أنه يقال أن الأرمن ماتوا نتيجة للبرد أثناء عمليات التهجير، في حين تم تهجير الأرمن في شهر أيار-مايس، ولا يموت الإنسان من البرد في هذا الشهر"!!
وتابعت الصحيفة: "لا ندري ما مدى قوة هذا المنطق، إلا أن هالاج اوغلو يتطرق مرة أخرى إلى قبور الموتى من الأرمن، قائلاً: إنه لا يمكن التحدث عن قبور جماعية تتسع لخمسمائة شخص، لأن فتح مثل هذه القبور يحتاج إلى مكائن للحفر التي لم تكن موجودة آنذاك. وأضاف هالاج اوغلو: إنه حتى لو افترضنا حفر قبور جماعية يتسع الواحد منها لألفين شخص، فهذا يعني وجود قبر تحت أساس كل بيت، إلا أنه لم يتم العثور على مثل هذه القبور"!!
وقالت الصحيفة: "إن هالاج اوغلو خفض عدد الأرمن الذين ماتوا إلى ستة آلاف وخمسمائة أو ثمانية آلاف وخمسمائة شخص!! وفي المقابل، نسى هالاج اوغلو "ملاحظاته" حول القبور الجماعية وأصر على أن الأرمن قتلوا 519 ألف مسلم"[2]!!
ويكرر هالاج اوغلو أيضا، حسب الصحيفة، أن الأتراك عاشوا كإخوة مع الأرمن على مدى 850 سنة، لكن ماذا حدث فجأة ليقرر الأتراك قتل الأرمن؟ وطالب هالاج اوغلو بفتح ملفات حزب الطاشناق الأرمني في بوسطن الأميركية!!
######################
إن منطق هالاج اوغلو، إن كان منطقاً، لإنكار الإبادة الأرمنية وتسويغها أصبح لا يؤثر حتى في الأتراك أنفسهم، إذ أن الدعاية التركية، بحسب الكثيرين من الأتراك، ولا سيما المثقفين منهم، هي موجهة للأتراك فقط. وأصبح هؤلاء ينتقدون علناً الطروحات الرسمية وحججها لتسويغ الإبادة الأرمنية، ومنها الحجج الهزيلة لهالاج اوغلو أحد المدافعين الرئيسيين عن هذه الطروحات.
إن هالاج اوغلو يطالب بفتح ملفات حزب الطاشناق الأرمني في بوسطن الأميركية. ولكن ما علاقة ذلك بالإبادة الأرمنية؟! لماذا لا يشير هالاج اوغلو إلى المصادر الوفيرة عن الإبادة الأرمنية والوثائق الموجودة عنها في أرشيفات دول عديدة وشهادات شهود العيان والناجين والباحثين المختصين بالإبادة، إلى جانب الاعترافات التركية بها والتي تثبت بشكل قاطع الحقيقة التاريخية للإبادة الأرمنية[3]؟!
وبدلاً من التساؤل: ماذا حدث فجأة ليقرر الأتراك قتل الأرمن، على هالاج اوغلو وغيره من الناكرين للإبادة الأرمنية طرح السؤال الآتي على أنفسهم: هل من الجائز أن يتحول الشعب الأرمني في الدولة العثمانية من "الملة الصادقة" أو الشعب الصادق، وبتسمية العثمانيين أنفسهم ولقرون، يتحولون فجأة إلى "قوم خانوا وطنهم وتواطئوا مع العدو وهم بذلك يستحقون التهجير والعقاب الجماعي" حسب زعمهم!!


[1] http://www.normarmara.com/arsiv/2005/04/120405lu.html

[2] على الرغم من أن الشعب الأرمني في الدولة العثمانية كان مسالماً ومجرداً من السلاح وشبابه من سن 18-45 سنة مجنداً في الجيش العثماني أثناء الحرب العالمية الأولى، وهم في مواجهة قوات الجيش والشرطة العثمانية والعشائر الموالية لها المدججة بالسلاح.
[3] راجع مقالتي في هذا الموقع تحت عنوان: مؤرخ تركي: المهجر الأرمني اقنع العالم كله بموضوع الإبادة.

0 comments:

Post a Comment

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
p--cmYrAD_e345B