Sunday, March 05, 2006

لا بد لتركيا أن تعترف بالحقيقة مهما طال الزمن

كنت قد كتبت تعليقاً على المقال المنشور في العربية .نت بعنوان: "محكمة تركية تعلق مؤتمرا بشأن المجازر التي تعرض لها الأرمن" أدرجه أدناه
بعد هذه الاعاقة من قبل المحكمة التركية الذي شمل جامعتين رسميتين تركيتين، انتقل منظمو المؤتمر لعقد مؤتمرهم في الجامعة الثالثة الخاصة، وقد استمر انعقاد المؤتمر يومين بدلاً من ثلاثة أيام كما كان مقرراً. وتحدى الأكاديميون الأتراك المنظمون للمؤتمر وجهة النظر الرسمية التركية بانكار وتسويغ مجازر الابادة الأرمنية عام 1915، بيد أنهم لم يستعملوا تعبير (الابادة) خشية من الملاحقات القضائية، وهو ما يحدث الان مع المؤلف التركي الشهير (اورهان باموك) الذي قال قبل أشهر لصحيفة سويسرية أنه تم قتل مليون أرمني و 30 ألف كردي في تركيا. وليس الأرمن وحدهم من يؤكدون حدوث الابادة، كما قال هذا التقرير لوكالة الانباء الفرنسية التي اعترفت دولتها فرنسا بالابادة الأرمنية وصدر تشريع خاص بها عام 2001، بل تؤكدها بشكل قاطع ارشيفات الدول التي شاركت في الحرب العالمية الأولى، ومنها دول حليفة للدولة العثمانية مثل المانيا والامبراطورية الهنغارية-النمساوية. وتعترف بالابادة الأرمنية دول عديدة ومنظمات وهيئات دولية وشخصيات سياسية وأكاديميون مختصون بالابادة. وقد اعترفت دول عديدة بهذه الابادة برغم تضرر مصالحها الاقتصادية في تركيا، كما هي الحال مع فرنسا وسويسرا وكندا وغيرها من الدول. واذا ارادت تركيا الانضمام للاتحاد الاوروبي، فعليها الالتزام بمعايير هذا الاتحاد من حيث التصالح مع الماضي واحترام حقوق الانسان والاقليات وفتح الحدود مع أرمينيا، وعليها الاعتراف بالابادة الأرمنية وارجاع الاراضي الأرمنية الى اصحابها الشرعيين والتعويض المادي والمعنوي عن الخسائر الهائلة التي لحقت بالأرمن من جراء هذه المجازر. وعلى تركيا أيضا الاعتراف بمجازر الاشوريين والكلدان واليونانيين في الدولة العثمانية واحترام حقوق الاكراد في تركيا. ان التستر على وانكار مجازر الابادة الأرمنية من قبل الحكومة التركية الحالية التي تقول أنها اسلامية يجعلها شريكة في الجريمة من النواحي الدينية والقانونية والاخلاقية. وفي السنوات الأخيرة تزايد عدد المثقفين الاتراك الذين يعترفون بالابادة الأرمنية، وتظهر في الصحف التركية بين الفينة والأخرى مقالات يعترف كاتبوها بالابادة الأرمنية ضمناً خوفاً من الملاحقات القضائية، كما يحدث الآن مع المؤلف اورهان باموك. كما يتحدث هؤلاء عن الايتام الأرمن الذين تربوا في عائلات تركية بعد المجازر وتخشى هذه العائلات حتى الآن الافصاح عنهم. كما يتم الحديث عن ممتلكات الأرمن الكثيرة التي استولى عليها الأتراك بعد قتل اصحابها

0 comments:

Post a Comment

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
p--cmYrAD_e345B