أجريت البحث الآتي عن زيارة قداسة البابا يوحنا بولص الثاني لأرمينيا عام 2001 واعترافه بالإبادة الأرمنية لمناسبة رحيله في العام 2005
في 25 أيلول-سبتمبر 2001، بدأ قداسة البابا الراحل يوحنا بولص الثاني زيارة الى جمهورية أرمينيا استغرقت ثلاثة أيام، ووصفت بأنها تاريخية، لأنها أول زيارة يقوم بها بابا الكنيسة الكاثوليكية الى أرمينيا، وذلك للمشاركة في الاحتفالات الختامية للذكرى الـ (1700) لاعتناق أرمينيا الديانة المسيحية عام 301.
وفي السابع والعشرين من أيلول-سبتمبر 2001، زار قداسة البابا الراحل النصب التذكاري لضحايا الابادة الأرمنية في مدينة يريفان عاصمة الجمهورية حيث أدى الصلوات، إجلالاً لذكرى مليون ونصف المليون أرمني الذين أُبيدوا عام 1915، واستخدم في كلمته عبارة (ميتز يغيرن) الأرمنية التي يطلقها الأرمن على مجازر الابادة الأرمنية عام 1915، وترجمتها العربية (الجريمة أو النكبة العظمى). ثم زار قداسة البابا الراحل متحف الابادة القريب من النصب وأهدى للمتحف صورة قداسة البابا بينيدكتس (Benedictus) الرابع الذي كان أول بابا يدين جريمة الابادة الأرمنية، فضلاً عن اهداء نسخة من الرسالة التي بعث بها هذا البابا عام 1915 الى السلطان العثماني محمد الخامس، طالباً منه الرأفة بالأرمن الذين تعرضوا للقتل الجماعي والتهجير[1].
وأشارت بعض الصحف التركية الى أن قداسة البابا يوحنا بولص الثاني لم يستخدم في وصفه أحداث عام 1915 كلمة الابادة (Genocide) لتجنب إغضاب تركيا، واستخدم بدلاً من ذلك العبارة الأرمنية (ميتز يغيرن) التي تعني (الجريمة أو النكبة العظمى) لادانة أعمال القتل الجماعي والتهجير. وكتبت هذه الصحف أن البابا، وقبل زيارته لأرمينيا، كان قد تسلم رسالة من حكومة أنقرة تدعوه فيها الى (توخي الحذر) !! عند وصف أحداث عام 1915، محذرة من أن ذلك يمكن أن يحدث توتراً جديداً في العلاقات بين تركيا والفاتيكان[2]، على غرار ما حدث في تشرين الثاني-نوفمبر 2000، عقب صدور البيان المشترك لقداسة البابا يوحنا بولص الثاني وقداسة الكاثوليكوس كاريكين الثاني رئيس الكنيسة الأرمنية الرسولية المقدسة (أثناء زيارته للفاتيكان) حيث وصف القتل المنظم لمليون ونصف المليون من الأرمن في تركيا بالابادة[3]. وذكرت الصحف التركية أن البابا الراحل (وعد)، في رسالة جوابية، أن يكون (حذراً) عند وصفه أحداث عام 1915[4]، وأنه سيتجنب التصريحات السياسية ولن يستخدم كلمة (الابادة). وقالت محطة (Haper Turk) التلفازية، وصحف (حرييت) و(ملييت) و(اكجام) التركية: إنه على الرغم من عدم استخدام البابا كلمة (الابادة)، فإنه لا يزال يقول (ميتز يغيرن) التي تعني (ابادة) للكثير من الأرمن. وقالت (ملييت): إنه على الرغم من استخدام عبارة (ميتز يغيرن)، فإن البابا لا يوجه الاتهامات الى تركيا[5].
إلا أنه تم وضع حد لكل هذه التخمينات عندما وصفت مجازر الأرمن عام 1915 في الاعلان المشترك الذي صدر عن قداسة البابا يوحنا بولس الثاني وقداسة الكاثوليكوس كاريكين الثاني في آخر أيام زيارة البابا لأرمينيا في 27 أيلول-سبتمبر 2001، وُصفت، وبشكل واضح وصريح بالابادة، ولأول مرة خلال زيارة قداسة البابا لأرمينيا[6]. وبذلك، أكد قداسة البابا يوحنا بولص الثاني ما جاء في اعلانه المشترك السابق مع قداسة الكاثوليكوس كاريكين الثاني في الفاتيكان في تشرين الثاني-نوفمبر2000، وانفضح زيف الادعاءات التركية عن (وعد) البابا لهم بعدم اطلاق هذا الوصف على مجازر الأرمن عام 1915.
وعلى إثر ذلك، أعلن دبلوماسي تركي لوكالة الصحافة الفرنسية: إن تركيا استدعت في 2 تشرين الأول-أكتوبر 2001 سفير الفاتيكان لدى أنقرة للتعبير عن دهشتها بعد إدانة البابا إبادة الأرمن في عام 1915 خلال زيارته لأرمينيا. وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه: لقد أعربنا شفهياً للسفير عن دهشة تركيا.. وذكر بأن البابا في رسالة وجهها الى الرئيس التركي أحمد نجدت سيزر قبل زيارته لأرمينيا أكد لتركيا أنها لن تكون مناسبة للاساءة الى صور الأتراك[7] !!
[1] http://www.azg.am/_EN/20010927/2001092705.shtml
[2] http://www.azg.am/_EN/20010929/2001092910.shtml
[3] Ibid.; http://asbarez.com/aol/2001/010927.htm
[4] http://www.azg.am/_EN/20010929/2001092910.shtml
[5] http://asbarez.com/aol/2001/010927.htm
وكانت قناة الـ (بي.بي.سي) قد ذكرت أن البابا تجنب استخدام تعبير (الابادة) أثناء الصلاة التي أداها على أرواح الأرمن الذين قتلوا على أيدي الأتراك العثمانيين في أوائل القرن الماضي. وقال البابا: إن الكنيسة الكاثوليكية قد أصابها القنوط جراء المذابح التي تعرض لها الأرمن. مقتبس من: صحيفة بابل، العدد 3156، 27/9/2001، بغداد، ص 10.
[6] http://asbarez.com/aol/2001/010927.htm
[7] راجع: صحيفة بابل، العدد 3161، 3/10/2001، بغداد، ص 8.
0 comments:
Post a Comment