Friday, August 09, 2024

خيانة روسيا لأرمينيا وآرتساخ، من (يدافع) عنها ولماذا؟!

خيانة روسيا لأرمينيا وآرتساخ، من (يدافع) عنها، ولماذا؟!

بقلم: آرا سركيس آشجيان
يريفان، أرمينيا
09 آب- أغسطس 2024

لقد اتضح للشعب الأرمني في أرمينيا والشتات ولدول وشخصيات سياسية وهيئات ووسائل اعلام محايدة كثيرة في العالم خيانة روسيا لأرمينيا وآرتساخ (ناغورنو كاراباخ) بالأدلة والوقائع، خاصة بعد العام 2020، وتحالف بوتين مع زعماء على شاكلته، من أمثال علييف وأردوغان ولوكاشينكو، ضد أرمينيا وآرتساخ، وواضح أيضاً التدهور الخطير لمكانة روسيا في أرمينيا من جراء ذلك، وقد نشرت في السابق مقالات عديدة عن هذا الموضوع. ولا نقول هذا دفاعاً عن قيادة أرمينيا، ونحن ننتقدها في أمور ومواقف، لكن الشعب في أرمينيا التي يحكمها نظام ديمقراطي هو في الأخير من يقرر مصيرها عن طريق الانتخابات.
وبعد كل هذا، نجد البعض من الأرمن من المغرر بهم يحاول تفسير ما حدث ويحدث بشكل منحرف، انطلاقاً من دوافعه المشبوهة وأهوائه الشخصية أو الحزبية الضيقة أو تأثراً بأبواق الدعاية المغرضة، ومتستراً خلف الشعارات الوطنية الزائفة، لكنه في الواقع يدعم مؤامرات الطابور الخامس العميل لروسيا وأذربيجان في أرمينيا ضد سيادة أرمينيا واستقلالها، ويلجأ إلى (الدفاع) عن العدو والخائن لوطنه الذي يرتكب جرائم الحرب بحق أوكرانيا وشعبها السلافي الشقيق ولا يعترف بوجوده أصلاً، ويهدد علناً على لسان مسؤوليه بتدمير كوكب الأرض بأسره في حال انضمام أوكرانيا لحلف الناتو!! ويهدد علناً بتكرار مصير أوكرانيا مع أرمينيا!! لمجرد أن شعبها يريد العيش حراً وآمناً ومستقلاً في الجزء المتبقي من وطنه التاريخي.
ولا ننسى في هذا الصدد دروس التاريخ مع هذا العدو على مدى قرنين من الزمن، منها عندما مزق التحالف البلشفي الكمالي عام 1920 أرمينيا وقلص مساحتها من 65- 70 ألف كيلومتر مربع إلى أقل من 30 ألف كيلومتر مربع. وينتظر هذا العدو مع حلفائه الآن، عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للحكم والذي وقع العدوان على أرمينيا وآرتساخ في عام 2020 أثناء فترة حكمه وقد سمح بوقوعه، وحليف هذا العدو دكتاتور باكو علييف (يتشجع) من أي (تقدم) روسي في أوكرانيا لعدم النزوع إلى السلام مع أرمينيا، وهو (ينسق) مع القوات الروسية في أرمينيا للعدوان عليها!! مما يتطلب إخراج هذه القوات من أرمينيا على الفور وتنظيم المنظومة الأمنية والاقتصادية لأرمينيا مع الغرب، الذي يضمن أمن أرمينيا بنشر المراقبين الأوروبيين فيه ويبيع لها الأسلحة للدفاع عن نفسها، استناداً إلى المصالح المتوافقة بين أرمينيا والغرب، وقد رفضت روسيا تزويد أرمينيا بالأسلحة، برغم استلامها لمبالغها من أرمينيا التي قدرت بما يتراوح من 250-400 مليون دولار. كما يحاول هذا العدو بشتى الوسائل تحقيق مطامعه القيصرية، مع أعداء أرمينيا الآخرين، وتقليص مساحة أرمينيا المتبقية بتقسيم أراضيها مع أذربيجان وتركيا، قبل دمج المتبقي منها في روسيا كمقاطعة، وذلك بعد اسقاط حكومتها المنتخبة بعد أن شارك هذا العدو في الصفقات المشبوهة، مع حليفه علييف في التطهير العرقي، أي الإبادة، لشعب آرتساخ وتهجيره من وطنه التاريخي الذي عاش فيه منذ آلاف السنين، برغم أن آرتساخ كانت أكثر بقعة (موالية) لروسيا في العالم!!

0 comments:

Post a Comment

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
p--cmYrAD_e345B