Monday, October 23, 2023

خبران وتعليق- من هو الصديق والحليف الطبيعي لأرمينيا ?

خبران وتعليق
من هو الصديق والحليف الطبيعي لأرمينيا?

بقلم: آرا سركيس آشجيان
يريفان، أرمينيا
23 أكتوبر-تشرين الأول 2023

ينص الخبر الأول على أن وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لكورنو صرح أن فرنسا وأرمينيا تنويان اضفاء طابع رسمي للاتفاقيات حول شراء الأسلحة الفرنسية. وأشار لكورنو الى أن على أرمينيا أن تحمي سكانها وتضمن أمن الحدود. وقال إنه في يوم الأحد (23 أكتوبر-تشرين الأول) ستوقع اتفاقية تسمح بالدفاع عن أجواء أرمينيا.
أما الخبر الثاني، فينص على أن السفير الفرنسي لدى أرمينيا أوليفييه ديكوتيني كتب إنه في (مدينة) جيرموك (في أرمينيا)، شهد، إلى جانب بعثة الاتحاد الأوروبي في أرمينيا، على استمرار احتلال أذربيجان للأراضي السيادية لجمهورية أرمينيا.

وبدوري، أقدم هذين الخبرين لجميع الأشخاص الذين يزعمون بتحليلهم  السياسي (العقلاني) أن أرمينيا (غير مهمة) بالنسبة للغرب، أو أن القوات الأجنبية في المنطقة لم تتمكن من حماية الأرمن قبل قرن من الزمن، أو الذين يرددون أن السفن الأجنبية لا تستطيع أن ترسو على جبل آرارات لمساعدة الأرمن، أو الذين يقولون إنهم ينتظرون أفعالًا من الغرب بدلاً من التصريحات الموالية لأرمينيا والأرمن.
وأعلق على هذين الخبرين بالقول:
إنه في حال ساعدت احدى الدول الغربية أرمينيا بالسلاح الحديث لموازنة تفوق الجيش الأذربيجاني على الجيش الأرميني في العدد وترسانة السلاح التي تضم الأسلحة الروسية والإسرائيلية والتركية والبيلاروسية وغيرها، ففي هذه الحالة، سيلجأ هؤلاء (العقلانيون) إلى توجيه اللوم لهذه الدول لتأخير المساعدة لأرمينيا، أو أنهم سيشيرون إلى الماضي الاستعماري لهذه الدول، من دون توجيه اللوم إلى روسيا ذات الماضي الإمبراطوري الذي تريد أن تحييه الآن، وهي لم تف بالتزاماتها التي وقعت عليها تجاه أرمينيا وآرتساخ (ناغورني كاراباخ)، إلى جانب استلام مبلغ يتراوح من 400-600 مليون دولار من أرمينيا لتزويدها بالأسلحة، لكنها لم تقم بذلك، ولم ترد حتى المبالغ التي استلمتها إلى أرمينيا، وذلك لتجريد أرمينيا من قدراتها الدفاعية في مواجهة العدوان الأذربيجاني المتكرر عليها، وتسهيل السيطرة على مقاطعة سيونيك ذات الأهمية الاستراتيجية في أرمينيا لفتح ممر عبرها غير خاضع لسيادة أرمينيا، ومن ثم إنهاء سيادة أرمينيا واستقلالها !!
ويتعلق الخبر الثاني بما كتبه السفير الفرنسي لدى أرمينيا أوليفييه ديكوتيني والذي يشهد على اعتراف فرنسا وبعثة الاتحاد الأوروبي، أو بعثة المراقبين المدنيين الأوروبيين في أرمينيا، بواقع الاستمرار لاحتلال أذربيجان للأراضي السيادية لجمهورية أرمينيا، وهو واقع لا تعترف به روسيا، على الرغم من اعلاناتها المتكررة بامتلاكها الحصري لخرائط الحدود الادارية بين الجمهوريات السوفيتية السابقة، واعترافها بهذه الحدود في عام1991، ونشر قوات الحدود الروسية على حدود أرمينيا مع إيران وتركيا، وعلى حدود أرمينيا مع أذربيجان في بعض المواقع، وتواجد القاعدة العسكرية الروسية في أرمينيا وقوات (حفظ السلام) الروسية في آرتساخ (ناغورني كاراباخ) وعلى طول ممر لاتشين الذي يربط آرتساخ بأرمينيا. وتهدف روسيا من عدم الاعتراف بهذا الواقع إلى التهرب من التزاماتها الدفاعية تجاه أرمينيا في أطار الاتفاقيات الثنائية، أو البنود لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي بقيادة روسيا.
وتجدر الاشارة إلى أن أرمينيا لا تحتاج ولا تتوقع أية مساعدة من الجيوش الأجنبية، وهي تمتلك المقاتلين الأشداء القادرين على الدفاع عن حدودها وسيادتها واستقلالها.
كما أن الولايات المتحدة والغرب ساعدا أرمينيا في مناسبات عديدة، منها التدخل لإيقاف العدوان الأذربيجاني على أرمينيا في سبتمبر-أيلول 2022، وضمان أمن أرمينيا من خلال النشر للمراقبين المدنيين الأوروبيين على حدود أرمينيا مع أذربيجان، مما ساعد على وقف العدوان الأذربيجاني على أرمينيا، على الرغم من عدم تحمل الغرب لأي التزام بذلك، على العكس من روسيا التي لم تف بالتزاماتها التي وقعت عليها تجاه أرمينيا وآرتساخ (ناغورني كاراباخ)، كما أشرنا لذلك آنفاً.
وينبغي على أرمينيا، حفاظاً على مصالحها، اتخاذ جملة من الاجراءات، أهمها الخروج من المنظمات السياسية والعسكرية والاقتصادية برعاية روسيا، وهذا لا يعني، بالطبع، قطع العلاقات مع روسيا أو أية دولة في العالم.
وإستناداً إلى ما سبق، نتوجه هنا بالسؤال الآتي إلى هؤلاء الأشخاص (العقلانيين): من هو الصديق والحليف الطبيعي لأرمينيا، والذي تتوافق مصالح أرمينيا معه في ظل هذه الظروف?!


0 comments:

Post a Comment

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
p--cmYrAD_e345B