آرا سركيس آشجيان
يريفان، أرمينيا
نيابة عن روسيا وتركيا، تسعى أذربيجان لفتح ما يسمى (ممر زانكيزور) في أراضي أرمينيا يكون غير خاضع لسيادتها. وهدد بفتح هذا الممر مرارا، الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بعد العدوان على آرتساخ (كاراباخ) وأرمينيا في عام 2020، زاعما أنه أحد البنود للبيان الثلاثي في 9 نوفمبر- تشرين الثاني 2020، في حين أن البيان نص على فتح طرق المواصلات والبنى التحتية في المنطقة، ولم يذكر غير ممر (لاتشين) .الموجود بين أرمينيا وآرتساخ
وتجدر الاشارة إلى أن فتح هذا الممر هو مطلب إقليمي من أرمينيا رفضته إلى جانب أرمينيا إيران والولايات المتحدة وفرنسا ودول اخرى. وحتى روسيا أعلنت أن فتح مثل هذا الممر لا يناقش في المفاوضات الثلاثية (بين روسيا وأرمينيا وأذربيجان) لفتح طرق المواصلات التي يجب ان تكون تحت سيادة الدول التي تمر عبرها.
بيد ان التصريحات الروسية تتناقض مع أفعالها، وذلك لأن روسيا في أمس الحاجة لفتح هذا الممر للاتصال البري بتركيا بسبب غلق طرقها الغربية الى أوروبا في ظل العقوبات الغربية الخانقة المفروضة عليها إثر غزوها لاوكرانيا. كما تحتاج تركيا لهذا الممر للاتصال البري بأذربيجان ودول آسيا الوسطى.
وسيؤدي فتح هذا الممر الى قطع حدود أرمينيا مع ايران، واعتبرته إيران خط أحمر بالنسبة لها، فضلا عن إنهاء سيادة أرمينيا واستقلالها بضمها للدولة الاتحادية (التي تضم روسيا وبيلاروسيا) أو لروسيا، وهو ما تسعى اليه روسيا لإحياء الاتحاد السوفيتي.
وكانت أرمينيا قد اقترحت ان تتصل أذربيجان بواسطة ثلاث نقاط حدودية بأذربيجان (اثنتان منها في الشمال والجنوب من الحدود الأرمينية الأذربيجانية، في حين تقع الثالثة على الحدود بين أرمينيا وجمهورية (ناخيتشيفان) ذات الحكم الذاتي) لتكون طرق الاتصال الخاضعة لسيادة الدول التي تمر عبرها، بحسب البيان الثلاثي، والتي تتوافق أيضا مع دستور أرمينيا. بيد أن أذربيجان وروسيا لم تستجيبا لهذا المقترح الذي كشف عن مخططاتهما المشبوهة للحصول على هذا الممر من أرمينيا.
وتلجأ وسائل اعلام وشخصيات أجنبية وأرمنية معينة تقدم (خدماتها) لأعداء أرمينيا أو التي تعمل ضمن الطابور الخامس، تلجأ الى المحاولة لطمس الحقيقة وتزييف الوقائع وبث الدعاية المضللة حول الأطراف التي تقف خلف هذه المؤامرة ضد أرمينيا والشعب الأرمني، متهمين أذربيجان وتركيا فقط بتنفيذ هذه المؤامرة، أو اتهام الولايات المتحدة والغرب بها، في محاولة مفضوحة لحرف الأنظار عن روسيا، وهي المحرضة والمستفيدة الرئيسية من فتح هذا الممر، كما أشرنا اليها آنفا.
0 comments:
Post a Comment