Sunday, February 28, 2016

التزييف والحقيقة -أحداث خوجالو (خوجالي)

قد أطلقت أذربيجان حملة هستيرية مناهضة للأرمن خلال السنوات التي أعقبت أحداث خوجالو (خوجالي) أثناء الحرب المفروضة من قبل أذربيجان على جمهورية آرتساخ- كاراباخ الجبلية والتي انتهت بطرد المحتل الأذربيجاني. وتهدف هذه الحملة الشرسة إلى حرف انتباه المجتمع الدولي وإخفاء معالم المذابح الأرمنية في سومغاييت وباكو وكيروفاباد ومدن أذربيجانية أخرى، فضلاً عن إخلاء 28 قرية أرمنية من سكانها ومأساة قرية ماراغا في جمهورية آرتساخ-ناغورني كاراباخ، وهي أفعال تستحق الملاحقة القانونية. كما تهدف الحملة الأذربيجانية هذه، والحرب الاعلامية والدعائية التي تشنها، بالتنسيق مع تركيا وتنفق في سبيلها الملايين من الدولارات من عائدات النفط الأذربيجاني، للتضليل والتزييف للحقائق في شأن هذه الأحداث التي قضى فيها أناس مسالمون نتيجة للدسائس والصراع على السلطة في أذربيجان، تهدف الى الرد على الحملة الدولية للاعتراف بالابادة الأرمنية، والإضرار بسمعة أرمينيا والأرمن في المجتمع الدولي. الى جانب ذلك، تهدف هذه الحملة الى التغطية على الأموال الطائلة المنهوبة من عائدات النفط الأذربيجاني، والتي تستخدم لزيادة الثروة للعائلة الحاكمة، والتغطية على الاخفاقات في المجالات السياسية والاقتصادية، والسجل السيء لحقوق الانسان في أذربيجان، وهي أمور أشارت اليها الصحافة العالمية، في محاولة لحرف الأنظار للشعب الأذربيجاني عنها. وكان المنظم الحقيقي لأحداث خوجالو (خوجالي) المأساوية، التي تسببت بمقتل المدنيين يومي 26 و27 شباط-فبراير 1992، هو الجبهة القومية الأذربيجانية التي كان يرأسها أبو الفاز التشيبي الذي أصبح رئيساً لأذربيجان في أعقاب تلك الأحداث. ومن الواضح، أن التشيبي استغل هذه الأحداث لكي يتوصل إلى إقالة الرئيس مطاليبوف. وبذلك، تقع مسؤولية الخسارة المأساوية لحياة المدنيين في ضواحي منطقة اغدام الخاضعة كلّياً آنذاك لسيطرة القوات الأذربيجانية، على عاتق القيادة السياسية والعسكرية لأذربيجان. ولا تجيب أجهزة الدعاية الأذربيجانية عن أسئلة بسيطة عن هذه الأحداث: لماذا تم اكتشاف جثث الضحايا في محيط منظقة اغدام التي كانت تحت سيطرة القوات الأذربيجانية وفيها قاعدة عسكرية أذربيجانية؟ وكبف أتيح للمصورين الأذربيجانيين والأتراك وغيرهم تصوير الجثث للضحايا بحرية، إذا لم تكن هذه المنطقة تحت سيطرة القوات الأذربيجانية؟ ولماذا كانت آثار الاطلاقات النارية على جثث الضحايا من الأمام، وهم يتقهقرون إلى اغدام عبر الممر الإنساني الذي فتحته قوات الدفاع الذاتي لكاراباخ الجبلية قبل الهجوم للخروج الآمن للمدنيين من المدينة، وقد اعترف الرئيس الأذربيجاني في حينه والمسؤولون الأذربيجانيون بوجود هذا الممر؟ ولماذا لم يتم سحب جميع المدنيين عبرها من المدينة، على الرغم من التحذيرات المستمرة للقوات الأرمنية لهم عبر الراديو ومكبرات الصوت بقرب وقوع عملية عسكرية وشيكة لتحرير المدينة؟ وكانت تقصف من خوجالو (خوجالي) باستمرار مدينة ستيباناكيرت عاصمة جمهورية كاراباخ الجبلية والتجمعات الأرمنية الأخرى، مسببة وقوع الخسائر الجسيمة في صفوف المدنيين، فضلا عن وجود المطار الوحيد لكاراباخ الجبلية في خوجالي، وهو يشكل الرابط الوحيد لأرمن غاراباغ المحاصرين بالعالم الخارجي. وفي السنوات اللاحقة، تعرض الناشطون الاجتماعيون والصحفيون الذين حاولوا الكشف عن حقيقة هذه الأحداث إما إلى السجن بتهمة التعاون مع الأجهزة السرية الأرمنية، أو قتلوا في ظروف غامضة. ولهذا السبب لا يتجرأ أحد في أذربيجان في مطالبة السلطات بالكشف عن حقيقة هذه الأحداث. 

0 comments:

Post a Comment

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
p--cmYrAD_e345B