عنكاوا كوم – الموصل – خاص
ترك الارمن الأرثوذكس في مدينة الموصل الكثير من بصمات حضورهم في هذه المدينة من خلال إبداعهم المهني فبقيت بعض أسماء النخب شاخصة في مخيلة الكثيرين، ليتذكروا أعمالهم ومآثرهم دليلا على التعايش المشترك الذي كان يسود تلك المدينة في حقب كثيرة من تاريخها، الا ان الحواضر التي تركها الارمن بقيت ماثلة تحكي بإستفاضة ما قدمته هذه الطائفة من إبداعات وماثر جميلة ومميزة.
ولعل من تلك الحواضر كنيسة الارمن الأرثوذكس التي ما زالت تمثل سجلا تاريخيا يتحدث عما لقيه الارمن في التاريخ، فضلا عن مدرسة الارمن تلك اللافتة التي رفعت على مدرسة تقع في فرع يفضي لحديقة الشهداء في منطقة الدواسة في مدينة الموصل والتي طالما داعبتني حروف تلك اللافتة لازور المدرسة واعد تقريرا عنها، الا ان الأيام السابقة وضعت حدا لتلك الأحلام بعد ان باشرت مجموعة من العاملين أعمال الهدم لموقع المدرسة بحجة قدمها وحاجة البناية لإعادة تأهيلها بعد ان كانت جدرانها آيلة للسقوط، فضلا عن نقل المدرسة
الى موقع مؤقت لمشاركة مدرسة أخرى في المنطقة لموقعها ريثما يعاد بناء المدرسة من جديد
لكن الآمال لم تنقطع عن إعداد تقرير موسع عن مدرسة الارمن التي كانت في يوم من الأيام حاضرة مهمة لإعداد جيل مثقف وواع يخدم المدينة والبلد بوجه عام حيث قدم لي الأب اراكيل كاسبيريان كاهن كنيسة الارمن الأرثوذكس إضاءة عن تاريخ المدرسة وما يكتنفها من معوقات في يومنا هذا فضلا عن دعمه للتقرير بوثائق تؤكد تميز المدرسة في حقب سابقة من خلال إعداد حفلات التخرج لطلبتها بالإضافة للاحتفالات بمناسبة استقلال جمهورية ارمينيا وكل تلك الاضاءات تضمنها حوارنا مع الأب اراكيل الذي بدأه باستهلالية عن تاريخ المدرسة فقال :
" المدرسة تخص طائفة الارمن في مدينة الموصل حيث تم شراء القطعة التي كان من المؤمل بناء المدرسة عليها من خلال تبرعات أبناء الطائفة حيث تم إنشائها في منطقة الدواسة في الفرع المؤدي الى حديقة الشهداء وكان ذلك في عام 1932 وبوشر العمل فيها حتى اكتمل ليتم افتتاح المدرسة عام 1936 بواقع ضمها لأربعة صفوف للمرحلة الابتدائية وفي خمسينيات القرن المنصرم تم إضافة صفوف أخرى ليستمر الدوام فيها حتى عام 1975 ليصدر مجلس قيادة الثورة في ذلك الوقت قرارا يفضي باستملاك دائرة المعارف المدارس الأهلية حيث شملت مدرسة الارمن بهذا القرار ولم يتم تعويض المدرسة بأي شي نتيجة هذا القرار رغم ان قطعة الأرض المنشيء عليها المدرسة كما ذكرت تم شرائها من قبل تبرعات أبناء الطائفة وفي عام 1993 صدر قرار أخر لمجلس قيادة الثورة يقضي بإعادة المدارس التي تم استملاكها نتيجة القرار الذي صدر منتصف السبيعينات أو تعويض قيمتها للجهات التي تم(اغتصاب ) المدارس منها حيث شملنا بهذا القرار لكن القرار لم يطبق بصورة فعلية ولم نلمس أي فعالية من خلاله فبقي الحال على ماهو عليه لكن بعد عام 2003 وبعدة سنوات صدر قرار أخر من رئاسة الجمهورية وبتوقيع رئيس الجمهورية جلال الطالباني يقضي بإعادة المدارس الأهلية بإجازتها وامتيازها الى الطوائف التي تخصها وبقي هذا القرار أيضا دون تفعيل لذلك باشرنا بمطالبتنا بتفعيل القرار من خلال زيارتنا الى بعض الجهات المسؤولة ومنها زيارتنا قبل فترة لمقر محافظة نينوى ولقائنا مع محافظ نينوى اثيل النجيفي لنبين لسيادته جميع التفاصيل المختصة بالموضوع وأبدى موافقته المبدئية على الموضوع موعزا للجهات القانونية في المحافظة لمتابعة الموضوع حيث كلفنا بعض القانونيين لمتابعة الموضوع وإعلامنا بالتطورات الناتجة ..
*المدرسة حاليا تتعرض للهدم بحجة قدمها هل لديكم علم بالموضوع ؟
- بناية المدرسة حاليا تخضع للإدارة المحلية اما المدرسة فلدينا علم بنقلها لموقع مؤقت بمشاركة مدرسة أخرى تقع في منطقة الدندان ..
*ماذا عن الدروس التي كانت تقدم في المدرسة في حقبة إشراف الطائفة عليها ؟
-كانت المدرسة تلقن اللغة الارمنية والدين والتاريخ والعلوم فضلا عن الدروس التي كانت مقرة من قبل وزارة المعارف حيث تم استحصال موافقاتها الرسمية انذاك للمباشرة بافتتاح المدرسة .
*في عهدها الحالي ،هل يوجد طلاب من الطائفة يتلقون تعليمهم فيها ؟
-لايوجد أي طالب ارمني فيها في هذا الوقت فالمدرسة في سابق عهدها كانت تضم أبناء الطائفة تلاميذ وتلميذات حيث كانت مختلطة، لكن بعد استملاكها أصبحت من المدارس الخاضعة لوزارة التربية وبقيت مسؤولية تسمية الكادر الإداري والتعليمي مرهون من قبل مديرية التربية في المحافظة وحالها حال أي مدرسة حكومية في المدينة .
*هل وضعتم حدا لمتابعة مسار الموضوع المختص بإعادة استملاك المدرسة ؟
-حاليا نتابع الموضوع من قبل مشاورين قانونيين يتابعون مسار القضية .
*نعود لتاريخ المدرسة، ماهي أهم الاسماء التي قامت بتخريجها المدرسة خلال عهودها ؟
-خلال الأربعين والخمسين عاما التي كانت تضم حقب المدرسة قامت المدرسة بتخريج الكثير من النخب الارمنية التي عرفت بتميزها وأنا شخصيا واحد من تلك الاسماء بالإضافة الى أطباء مهمين كالأستاذ الدكتور جان توماس أستاذ مادة التشريح في كلية الطب بجامعة الموصل والمهندس كريكامين فارتانيان والمهندس مهران اكوب وهو من الاختصاصيين الأوائل الذين عملوا في شركة كاما كاميرا وكان اختصاصه في الطب الذري والأستاذ ارشام اردواز التدريسي المتميز لمادة الكيمياء في إعدادية الشرقية المعروفة ومن ضمن رعيلها الأول كما اذكر الأستاذ المعلم أسدور ملكونيان الرياضي المشهور في فعالية رمي الجلة واخرون لاتحضرني الذاكرة لذكر أسمائهم ..
*ومن هي النخب التي أشرفت على إدارة المدرسة في الحقبة التي كانت فيها الطائفة تشرف على المدرسة ؟
-ما بين عامي 1936 ولغاية 1975 تعاقب على إدارة المدرسة أربعة مدراء هم ليفون برغوثيان وباغداسار باغداساريان واردواس كاسباريان وغيفونت بابويان اما الأعوام التي تلت عام 1975 فتم الاستعانة بمدراء تم تسميتهم من قبل مديرية تربية نينوى ..
*في الفترة الحالية ،كيف يتم التواصل مع أطفال الطائفة بتعليمهم اللغة الأم ؟
كنا سابقا نتواصل مع التلاميذ من خلال مدارس الاحد حيث كانت تعطى دروس في اللغة والدين لكن بعد عام 2003 ونتيجة نزوح أعداد كبيرة من الارمن بسبب الظروف لم يعد هنالك تواصل في تلك المدارس فتم إيقاف العمل بها وأطفالنا اليوم يتلقون الكثير من اللغات في المدارس باستثناء اللغة الارمنية وحقيقة لدينا الكثير من الأفكار لكنها تنتظر رؤية النور
0 comments:
Post a Comment