Sunday, March 07, 2010

تعقيب على مقالة: "ابتزاز إسرائيلي لتركيا اردوغان- لعبد الباري عطوان

http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\05z50.htm&storytitle=ffإبتزاز%20إسرائيلي%20لتركيا%20اردوغانfff&storytitleb=عبد%20الباري%20عطوان&storytitlec=

ليست الأمور هكذا يا سيد عطوان !!

يبدو أن السيد عطوان يعترف ضمنا بحقيقة الإبادة الأرمنية بقوله: "جميع جرائم الإبادة والتطهير العرقي مدانة بالمطلق، أيا كان ضحاياها، وأياً كانت ديانة أو هوية مرتكبيها.."، فكان من الأجدر به أن يدعو السيد أردوغان وحزبه المسمى "العدالة والتنمية"، الذي يزعم أنه إسلامي، لأن يحقق العدالة، وأن لا يتنكر للحقيقة التاريخية للإبادة الأرمنية وينصف المظلوم، حتى إن كان الظالم هو جده العثماني، وأن لا يتستر على هذه الجريمة النكراء المرتكبة بحق الإنسانية. كما لا بد من دعوة السيد أردوغان وحكومته للتوقف عن قمع 12-14 مليونا من الأكراد، فضلا عن العلويين والأرمن واليونانيين في تركيا.

ولا ننسى هنا دور الجاليات الأرمنية ونضالها الطويل وإصرارها على الدفاع عن قضيتها العادلة وضغطها المتواصل على البرلمانات وحكومات الدول التي تقطن هذه الجاليات فيها، ولا علاقة لهذا باللوبي الإسرائيلي. وكان نتيجة هذا النضال اعتراف 22 دولة بالعالم و 42 ولاية أميركية بالإبادة الأرمنية، إلى جانب البرلمان الأوروبي، وهيئات وشخصيات دولية عديدة. ويدافع الأرمن عن جميع قضايا الشعوب العادلة، وهم يدينون جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب العربي الفلسطيني في الأراضي العربية المحتلة، وفي العراق ورواندا وجميع بقاع العالم، بغض النظر عن قومية أو ديانة مرتكبيها.

إن تصويت لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي على مشروع القرار الخاص بالإبادة الأرمنية هو ليس الأول من نوعه. فقد سبقه تصويت عام 2007، من قبل اللجنة نفسها، ومرر بأغلبية أفضل (27 ضد 21). فإذا كانت العلاقات بين أنقرة وتل أبيب عام 2007 على أفضل حال واللوبي الإسرائيلي والإدارة الأميركية برمتها عملت ضد مشروع القرار منذ البداية، فهل من المنطقي أن يلعب اللوبي الإسرائيلي "دورا قويا" في تصويت اللجنة ويمرر مشروع القرار هذه السنة بأغلبية صوت واحد (23 صوتا مؤيدا في مقابل 22 صوتا معارضا)؟! وحتى المصوتون ضد مشروع القرار لم ينكروا حقيقة الإبادة الارمنية في كلماتهم قبل التصويت، كما يفعل السيد اردوغان وحزبه، بل صوتوا ضد مشروع القرار، بسبب انه يتعارض مع المصالح القومية العليا للولايات المتحدة، بحسب زعمهم.

ولا يرتبط التصويت على مشروع القرار بجهود المصالحة بين تركيا وأرمينيا، كما يؤكد المسؤولون في أرمينيا. فقد بات من المعروف أن تركيا قد استخدمت البوتوكولين الموقعين مع أرمينيا لإيقاف مد الاعتراف الدولي بالإبادة الأرمنية، بحجة أن هنالك عملية مصالحة، وعلى الأطراف الثالثة أن لا تتدخل لعدم التأثير فيها. ويلجأ المسؤولون الأتراك الآن، عبر التصريحات والأفعال، إلى عرقلة المصادقة على البروتوكولين من قبل البرلمان بشتى الذرائع.

إن جرح "الخلاف" الأرمني-التركي لم يقطع "شوطا مهما على طريق الالتئام"، كما يبدو واضحا من تطور الأحداث، لأن تركيا تصر على إنكار حقائق الإبادة الأرمنية، أو تسويغها. فلا تزال تركيا تستخدم، بلا جدوى، جميع إمكانياتها السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية لوقف الاعتراف الدولي بالإبادة الأرمنية. وعلى تركيا استخلاص العبر من دروس الماضي والتصالح مع ماضيها إذا أرادت فعلاً أن تكون جزءاً من العالم المتحضر.

وكان الرئيس الأميركي رونالد ريغان قد اعترف بالإبادة الأرمنية في بيان رئاسي عام 1981، واعترف مجلس التواب الأميركي بها في عامي 1975 و 1984. إن اعتراف الكونغرس والرئيس الأميركي بهذه الحقيقة سيؤكد مرة أخرى الاعترافات السابقة التي لم توتر العلاقات بين واشنطن وأنقرة في حينها.

لا يخفى على السيد عطوان أسباب تنكر الرئيس اوباما لوعده الانتخابي واختياره "أنقرة كمحطته الأولى في العالم الإسلامي"، وهي الحرص على تحقيق المصالح الأميركية وضمان استمرار الدعم التركي لواشنطن في قضايا المنطقة، وبالأخص في أفغانستان والعراق.

ومعلوم للجميع أسباب الانقلاب الذي تقوم به المؤسسة العسكرية التركية على مدى تاريخ تركيا الحديث، وهي الحفاظ على المبادئ العلمانية لكمال أتاتورك، وهي ليست مرتبطة بأية مؤامرات أو بعلاقة تركيا بدول المنطقة، ومنها إسرائيل.

آرا آشجيان

يريفان، أرمينيا

http://www.azad-hye.org/news.php?op=details&id=693

1 comment:

  1. Anonymous9:38 AM

    لماذا يُسمّي العراقيون الشرفاء عبدَ الباري عطوان
    ب (عبد القابض دولاران)؟ إنّ الجواب على هذا السؤال هو بمكان الرد على الشخص المذكور.

    آرا دمبكجيان
    كاتب في جريدة "الأخبار"
    كلينديل، كاليفورنيا

    ReplyDelete

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
p--cmYrAD_e345B