من وجهة نظري أرى لجائزة نوبل التي تمنح عادة في شهر اكتوبر من كل عام فائدتين تبدوان في غاية الأهمية، الأولى هي لفت انتباهنا سنوياً إلى أحد الكتاب المرموقين في الغالب لنكتشفه أو نعيد اكتشافه فتترجم أعماله ويصبح بين ساعة وضحاها ملئ السمع والبصر، بل ويصبح أدب بلده ككل محط أنظار المهتمين من عشاق الأدب. والثانية هو تحول هذا الأديب بين عشية وضحاها إلى رجل ثري بعد ان يتسلم قيمة الجائزة التي تفوق المليون دولار، خاصة إذا كان هذا الأديب من كتاب العالم الثالث فهو بالتأكيد لم يملك مثل هذا المبلغ يوما ما. وحين بحثت في الشبكة العنكبوتية عن السبب الحقيقي الذي جعل جائزة هذا العام تذهب إلى التركي آوراهن باموك بغض النظر عن قيمته الأدبية وجدت ما كتبه الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي حين قال: «سبب مهم كان جديرا بأن يلفتنا إليه كما لفت الأوروبيين والأمريكيين إليه، وهو تصديه للجريمة الشنيعة التي ارتكبتها السلطات التركية في العهدين الامبراطوري والجمهوري في حق الأرمن والأكراد، وسقط فيها اكثر من مليوني أرمني وأكثر من ثلاثين ألف كردي. وهي جريمة يرفض الأتراك اعتبارها جريمة ويحرمون على مواطنيهم الاعتراف بها، ويعتبرون إثارتها إهانة لهم، ويهددون من يتحدث عنها بأغلظ العقوبات. لقد وجد باموك في نفسه الشجاعة ليخرج على هذا التواطؤ، ويخرق هذا الصمت المضروب على هذه الجرائم، ويلعن على الملأ ان الأتراك ارتكبوها، وعليهم ان يعترفوا. فهل نجد مثله الشجاعة لنعلن نحن ايضا اننا شاركنا الأتراك في هذه التواطؤ بدافع العصبية الدينية فلم نلتفت لهذه القضية المثارة في العالم، قضية إبادة الجنس التي فرضت على الألمان ان يعتذروا لليهود، وفرضت على اليابانيين أن يعتذروا للكوريين، وفرضت على الدول الغربية أن تقاطع النظام العنصري الذي كان قائما في جنوب افريقيا حتى اسقطته. وهو يعالج في مؤلفاته التي ترجمت إلى حوالي عشرين لغة، التجاذب في المجتمع بين الشرق والغرب. وتتمحور مؤلفاته حول الجهود العلمانية لتركيا من أجل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والتجاذب الذي يرافق هذه الخطوة المفتعلة نحو الغرب والذي يكون مؤلما في غالب الأحيان بالنسبة للمجتمع والأفراد على حد سواء. وتبدو لي نقطة غاية في الأهمية اننا هنا في العالم الإسلامي نقيس جودة ورداءة الكاتب الذي يفوز بالجائزة بموقفه تجاهنا حتى لو لم يكن مسلماً فبعد فوز باموك وجدت من يهاجمه لأنه ذات يوم انتقد فتوى قتل سلمان رشدي وقال كان يجب أن نناقشه وندحض أفكاره بدلا من أن نحكم عليه بالإعدام، كذلك هناك في تركيا من يعتبره مرتداً بسبب تصريحاته حول مواضيع اعتبرت لفترة طويلة من المحرمات في البلاد مثل المشكلتين الأرمنية والكردية كما ذكرنا. وأخيراً هي دعوة لقراءة أدب ذلك الرجل مرة أخرى وهنيئاً للشعب التركي المسلم على هذه الجائزة الغالية
وقد كتبت رسالة لكاتب هذه المقالة، في ما يأتي نصها
الدكتور العمادي المحترم
أشكر مقالتك تحت عنوان: شجون ثقافية- مولد نوبل السنوي، المنشورة في موقع الشرق.
وقد وجدت هذه المقالة بحق من المقالات الموضوعية القليلة التي نشرت في شبكة الانترنت في غضون الفترة السابقة، إذ اعتاد الكثير من الكتاب العرب وبعض الكتاب الأجانب على مهاجمة دوافع الكاتب التركي اورهان باموك بالاعتراف بواقع ابادة الأرمن في الدولة العثمانية وتركيا الحديثة
ونرجو أن تكون مقالتك قدوة لكثير من الكتاب العرب والأتراك والمسلمين بشكل عام.
مع تمنياتي لك بالنجاح والموفقية
آرا سركيس آشجيان
مدرس جامعي وباحث وصحفي
بغداد، العراق
أشكر مقالتك تحت عنوان: شجون ثقافية- مولد نوبل السنوي، المنشورة في موقع الشرق.
وقد وجدت هذه المقالة بحق من المقالات الموضوعية القليلة التي نشرت في شبكة الانترنت في غضون الفترة السابقة، إذ اعتاد الكثير من الكتاب العرب وبعض الكتاب الأجانب على مهاجمة دوافع الكاتب التركي اورهان باموك بالاعتراف بواقع ابادة الأرمن في الدولة العثمانية وتركيا الحديثة
ونرجو أن تكون مقالتك قدوة لكثير من الكتاب العرب والأتراك والمسلمين بشكل عام.
مع تمنياتي لك بالنجاح والموفقية
آرا سركيس آشجيان
مدرس جامعي وباحث وصحفي
بغداد، العراق
وقد استلمت الرد الآتي
اخي الفاضل/ آرا سركيس آشجيان المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بل الشكر كل الشكر يستحقه شخصكم الكريم لهذه المبادرة الكريمة في تقدير اعمالي الصحفية والأهتمام بفحواها ، وهذه تعتبر شهادة اعتز بها من اخ فاضل
لك مني جزيل الشكر والتقدير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بل الشكر كل الشكر يستحقه شخصكم الكريم لهذه المبادرة الكريمة في تقدير اعمالي الصحفية والأهتمام بفحواها ، وهذه تعتبر شهادة اعتز بها من اخ فاضل
لك مني جزيل الشكر والتقدير
0 comments:
Post a Comment