نظمت الجمعية العراقية لدعم الثقافة التي تضم شخصيات ثقافية عراقية مرموقة ندوتها الأولى عن الثقافات العراقية من 28-29 كانون الثاني 2006، وعلى قاعة فندق المنصور ميليا ببغداد.
وقد تضمنت الندوة التي حملت عنوان: الثقافات العراقية- المشتركات والخصوصيات، أربع جلسات، ألقى خلالها 16 باحثاً خلاصة بحوثهم التي أشارت إلى تنوع مصادر الثقافة العراقية، وتعدد اتجاهاتها واختلاف منابعها، مما يجعلها ثقافة ثرية دائمة التجدد والحيوية.
وخصص لكل باحث مدة (10) دقائق لإلقاء خلاصة بحثه. وخلال الندوة، ألقيت خلاصة بحثي الموسوم بـ(الأرمن والعرب- إطلالة تاريخية وثقافية). وتبين بشكل جلي اهتمام المثقفين العراقيين بالأرمن وتاريخهم وخصوصيتهم الثقافية، فضلاً عن عقيدة الكنيسة الأرمنية.
وتجدر الإشارة إلى أنه سيتم نشر جميع البحوث التي قدمت خلاصاتها في الندوة بشكل كامل قي كتاب خاص تتولى الجمعية العراقية لدعم الثقافة مهمة طبعه.
ويرأس هذه الجمعية، وهي منظمة ثقافية مستقلة تأسست حديثاً، وزير الثقافة السابق السيد مفيد الجزائري.
وأدناه موجز البحث الذي ألقيته في الندوة:
لمحة موجزة عن أصل الأرمن وجغرافية أرمينيا
ينتمي الأرمن إلى العرق الآري (الهند أوروبي)، ويعود وجودهم في أرض أرمينيا التاريخية-الهضبة الأرمنية (أرض أرمينيا العظمى والصغرى) الممتدة في الأجزاء الوسطى والشرقية من آسيا الصغرى (تقع حالياً في تركيا) يعود إلى الألف الثالث ق.م، حسب الدراسات اللغوية والآثارية الحديثة والتقليد المتوارث القديم. وتمتد أرمينيا التاريخية إلى الشرق من المنابع العليا لنهر الفرات وحتى بحر قزوين وإيران، وتحدها من الجنوب سلسلة جبال طوروس الأرمنية على حدود العراق الشمالية، في حين تمتد أرمينيا الصغرى إلى الغرب من منابع نهر الفرات. وتبلغ مساحة أرمينيا العظمى وأرمينيا الصغرى معاً، حسب بعض المؤرخين، نحو 358 ألف كيلومتر مربع، وهي تعادل نحو اثني عشر ضعف مساحة جمهورية أرمينيا الحالية.
وتنبع من أرمينيا عدة أنهار رئيسة مثل آراكس، والكر، ودجلة والفرات. وعُرفت أرمينيا في مدونات الملك سركون الأكدي وحفيده نرام سين (الألف الثالث ق.م) باسم أرماني-أرمانم. وقد دخلت الإمبراطورية الآشورية مع الجارة الشمالية مملكة اورارتو (آرارات) في أرمينيا في علاقات تحالف تارة وحروب تارة أخرى.
ويذكر المؤرخ اليوناني هيرودوتس (484-425 ق.م) عن علاقات أرمينيا والعراق القديمة أن الأرمن كانوا ينقلون عبر نهر الفرات بالمراكب البضائع إلى بابل، حيث كانوا يبيعونها.
ومن القرن السادس ق.م. وحتى بداية القرن الأول الميلادي، حكم أرمينيا ملوك من الأسرة اليروانتية-الارداشيسية. ومن أشهر ملوك هذه الحقبة الملك ديكران (تيكرانيس) الثاني (95-55 ق.م) الملقب بـ (ملك الملوك) بعد أن تنازل عن اللقب الأخير له ملك فارس. وقد ضم إلى مملكته أجزاء من بلاد فارس وشمال العراق (نواحي نينوى وأربيل) وسوريا وفلسطين ولبنان. وكانت تلك بداية للعلاقات الأرمنية-العربية الفعلية في التاريخ.
في عام 301 م، اعتنقت أرمينيا الديانة المسيحية بشكل رسمي. وبهذه الخطوة، تكون أرمينيا أول دولة اعتنقت المسيحية في العالم. وفي عام 406 م، اخترع الراهب ميسروب ماشدوتس الأبجدية الأرمنية، وتمت ترجمة الكتاب المقدس إلى الأرمنية، وبذلك بدأ العصر الذهبي للأدب الأرمني، إذ تمت ترجمة أغلب المؤلفات العلمية والثقافية والتاريخية والدينية الموجودة آنذاك إلى اللغة الأرمنية، حتى أن الأصول لبعض هذه المؤلفات قد فقدت وبقيت ترجماتها الأرمنية. وقد سبق عصر الترجمة في أرمينيا عصر الترجمة في الدولة العربية الإسلامية بعدة قرون، وسبق الشعب الأرمني الشعب الألماني في ترجمة الكتاب المقدس (على يد مارتن لوثر) بنحو 1100 سنة.
وقد تضمنت الندوة التي حملت عنوان: الثقافات العراقية- المشتركات والخصوصيات، أربع جلسات، ألقى خلالها 16 باحثاً خلاصة بحوثهم التي أشارت إلى تنوع مصادر الثقافة العراقية، وتعدد اتجاهاتها واختلاف منابعها، مما يجعلها ثقافة ثرية دائمة التجدد والحيوية.
وخصص لكل باحث مدة (10) دقائق لإلقاء خلاصة بحثه. وخلال الندوة، ألقيت خلاصة بحثي الموسوم بـ(الأرمن والعرب- إطلالة تاريخية وثقافية). وتبين بشكل جلي اهتمام المثقفين العراقيين بالأرمن وتاريخهم وخصوصيتهم الثقافية، فضلاً عن عقيدة الكنيسة الأرمنية.
وتجدر الإشارة إلى أنه سيتم نشر جميع البحوث التي قدمت خلاصاتها في الندوة بشكل كامل قي كتاب خاص تتولى الجمعية العراقية لدعم الثقافة مهمة طبعه.
ويرأس هذه الجمعية، وهي منظمة ثقافية مستقلة تأسست حديثاً، وزير الثقافة السابق السيد مفيد الجزائري.
وأدناه موجز البحث الذي ألقيته في الندوة:
لمحة موجزة عن أصل الأرمن وجغرافية أرمينيا
ينتمي الأرمن إلى العرق الآري (الهند أوروبي)، ويعود وجودهم في أرض أرمينيا التاريخية-الهضبة الأرمنية (أرض أرمينيا العظمى والصغرى) الممتدة في الأجزاء الوسطى والشرقية من آسيا الصغرى (تقع حالياً في تركيا) يعود إلى الألف الثالث ق.م، حسب الدراسات اللغوية والآثارية الحديثة والتقليد المتوارث القديم. وتمتد أرمينيا التاريخية إلى الشرق من المنابع العليا لنهر الفرات وحتى بحر قزوين وإيران، وتحدها من الجنوب سلسلة جبال طوروس الأرمنية على حدود العراق الشمالية، في حين تمتد أرمينيا الصغرى إلى الغرب من منابع نهر الفرات. وتبلغ مساحة أرمينيا العظمى وأرمينيا الصغرى معاً، حسب بعض المؤرخين، نحو 358 ألف كيلومتر مربع، وهي تعادل نحو اثني عشر ضعف مساحة جمهورية أرمينيا الحالية.
وتنبع من أرمينيا عدة أنهار رئيسة مثل آراكس، والكر، ودجلة والفرات. وعُرفت أرمينيا في مدونات الملك سركون الأكدي وحفيده نرام سين (الألف الثالث ق.م) باسم أرماني-أرمانم. وقد دخلت الإمبراطورية الآشورية مع الجارة الشمالية مملكة اورارتو (آرارات) في أرمينيا في علاقات تحالف تارة وحروب تارة أخرى.
ويذكر المؤرخ اليوناني هيرودوتس (484-425 ق.م) عن علاقات أرمينيا والعراق القديمة أن الأرمن كانوا ينقلون عبر نهر الفرات بالمراكب البضائع إلى بابل، حيث كانوا يبيعونها.
ومن القرن السادس ق.م. وحتى بداية القرن الأول الميلادي، حكم أرمينيا ملوك من الأسرة اليروانتية-الارداشيسية. ومن أشهر ملوك هذه الحقبة الملك ديكران (تيكرانيس) الثاني (95-55 ق.م) الملقب بـ (ملك الملوك) بعد أن تنازل عن اللقب الأخير له ملك فارس. وقد ضم إلى مملكته أجزاء من بلاد فارس وشمال العراق (نواحي نينوى وأربيل) وسوريا وفلسطين ولبنان. وكانت تلك بداية للعلاقات الأرمنية-العربية الفعلية في التاريخ.
في عام 301 م، اعتنقت أرمينيا الديانة المسيحية بشكل رسمي. وبهذه الخطوة، تكون أرمينيا أول دولة اعتنقت المسيحية في العالم. وفي عام 406 م، اخترع الراهب ميسروب ماشدوتس الأبجدية الأرمنية، وتمت ترجمة الكتاب المقدس إلى الأرمنية، وبذلك بدأ العصر الذهبي للأدب الأرمني، إذ تمت ترجمة أغلب المؤلفات العلمية والثقافية والتاريخية والدينية الموجودة آنذاك إلى اللغة الأرمنية، حتى أن الأصول لبعض هذه المؤلفات قد فقدت وبقيت ترجماتها الأرمنية. وقد سبق عصر الترجمة في أرمينيا عصر الترجمة في الدولة العربية الإسلامية بعدة قرون، وسبق الشعب الأرمني الشعب الألماني في ترجمة الكتاب المقدس (على يد مارتن لوثر) بنحو 1100 سنة.
عهد النبي العربي محمد (ص) للأرمن
تطورت العلاقات الأرمنية-العربية بحكم التجاور الجغرافي بين شبه جزيرة العرب والعراق وسوريا ولبنان من جهة، وأرمينيا من جهة ثانية، لا سيما عند توجه بطريرك الأرمن في القدس أبراهام إلى الجزيرة العربية، واظهر شخصيته للنبي العربي وطلب منه أماناً وحماية لرهبنيات الأرمن وأوقافهم، فأعطاه العهد الآتي:
"أنا محمد بن عبد الله رسول الله تعالى أعطيت هذا العهد إلى شعب أبراهام البطريرك والى المطارنة والرهبان الأرمن الذين يقيمون في القدس ووهبت لهم كنائسهم ودورهم وأوقافهم وأراضيهم". وصورة هذا العهد موجودة في كنيسة القديس يعقوب في القدس وممهورة بخاتم الرسول العربي.
تطورت العلاقات الأرمنية-العربية بحكم التجاور الجغرافي بين شبه جزيرة العرب والعراق وسوريا ولبنان من جهة، وأرمينيا من جهة ثانية، لا سيما عند توجه بطريرك الأرمن في القدس أبراهام إلى الجزيرة العربية، واظهر شخصيته للنبي العربي وطلب منه أماناً وحماية لرهبنيات الأرمن وأوقافهم، فأعطاه العهد الآتي:
"أنا محمد بن عبد الله رسول الله تعالى أعطيت هذا العهد إلى شعب أبراهام البطريرك والى المطارنة والرهبان الأرمن الذين يقيمون في القدس ووهبت لهم كنائسهم ودورهم وأوقافهم وأراضيهم". وصورة هذا العهد موجودة في كنيسة القديس يعقوب في القدس وممهورة بخاتم الرسول العربي.
أرمينيا تحت الحكم العربي
استمرت الحملات لإخضاع أرمينيا من 640-652 م، جرد خلالها العرب أربع حملات آلت إلى توقيع معاهدة صلح بين الطرفين عام 652 م (في عهد الخليفة عثمان بن عفان).
العلاقات الأرمنية-العربية في ظل الحكم العربي
تذكر المصادر التاريخية أن الخليفة أبو جعفر المنصور عندما أراد تأسيس عاصمة للعباسيين (مدينة بغداد)، قام بالبحث عن موقع ملائم، وكان قد وضع في تفكيره مسبقاً ضمان خط للتموين (الميرة) يأتيه من أرمينيا من الشمال عبر دجلة والفرات.
وفي العام 885 م، وجد الخليفة المعتمد على الله بن المتوكل أحمد أبو العباس (870-892) م أن افضل هدية يقدمها لحليفه القوي آشود هي تحقيق رغبة الشعب الأرمني والموافقة على تسميته ملكاً على أرمينيا، فأرسل إليه التاج مع الخلعة. وبذلك جلس آشود على عرش المملكة الباقرادونية في أرمينيا التي استمرت من 885-1045 م.
وتحدث الآثاري العراقي المعروف الدكتور سالم الآلوسي في محاضرة له في جمعية الشبيبة الأرمنية في بغداد عام 1994 عن أثر غزو أرمينيا في جمع القرآن في نص موحد. وقد بحثنا عن المصدر التاريخي الذي يوثق هذا الحدث، فوجدناه في كتاب الدكتور عبد المنعم ماجد (الأستاذ المساعد بكلية الآداب بجامعة عين شمس)، إذ يذكر ما نصه:
"ومن الجائز أن يكون لغزو أرمينية أثره الكبير في جمع القرآن في نص موحد: فقد ذُهل حذيفة بن اليمان- أحد قواد العرب- بسبب الاختلاف في قراءة القرآن بين جنوده من أهل العراق والشام؛ فقدم على عثمان، وقال له: <<أدرك الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى>>؛ لذلك عمل الخليفة على جمع القرآن في نص موحد".
العلاقات الأرمنية-العربية في ظل الحكم العربي
تذكر المصادر التاريخية أن الخليفة أبو جعفر المنصور عندما أراد تأسيس عاصمة للعباسيين (مدينة بغداد)، قام بالبحث عن موقع ملائم، وكان قد وضع في تفكيره مسبقاً ضمان خط للتموين (الميرة) يأتيه من أرمينيا من الشمال عبر دجلة والفرات.
وفي العام 885 م، وجد الخليفة المعتمد على الله بن المتوكل أحمد أبو العباس (870-892) م أن افضل هدية يقدمها لحليفه القوي آشود هي تحقيق رغبة الشعب الأرمني والموافقة على تسميته ملكاً على أرمينيا، فأرسل إليه التاج مع الخلعة. وبذلك جلس آشود على عرش المملكة الباقرادونية في أرمينيا التي استمرت من 885-1045 م.
وتحدث الآثاري العراقي المعروف الدكتور سالم الآلوسي في محاضرة له في جمعية الشبيبة الأرمنية في بغداد عام 1994 عن أثر غزو أرمينيا في جمع القرآن في نص موحد. وقد بحثنا عن المصدر التاريخي الذي يوثق هذا الحدث، فوجدناه في كتاب الدكتور عبد المنعم ماجد (الأستاذ المساعد بكلية الآداب بجامعة عين شمس)، إذ يذكر ما نصه:
"ومن الجائز أن يكون لغزو أرمينية أثره الكبير في جمع القرآن في نص موحد: فقد ذُهل حذيفة بن اليمان- أحد قواد العرب- بسبب الاختلاف في قراءة القرآن بين جنوده من أهل العراق والشام؛ فقدم على عثمان، وقال له: <<أدرك الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى>>؛ لذلك عمل الخليفة على جمع القرآن في نص موحد".
الشخصيات الأرمنية البارزة في التاريخ العربي
ومن الشخصيات الأرمنية البارزة في التاريخ العربي الشيخ عبد الله الأرمني، وهو الذي حفظ القرآن واشتغل بالمعاملات والرياضيات وتوفي عام 1233 م، وأبو صالح الأرمني الذي عاش في مصر قي القرن الثاني عشر الميلادي وألف كتاب (كنائس وأديرة مصر) المطبوع في اوكسفورد عام 1895 م، والقائد علي بن يحيى الأرمني الذي ضرب أروع آيات البطولة والتضحية في حروبه الكثيرة ضد الروم، وقد قُتل داخل بلاد الروم عام 863 م.
ونضيف إلى هذه الأسماء اسم بدر الدين لؤلؤ ملك الموصل عام 1233 م (في العصر الأتابكي) المعروف بأصله الأرمني والمتوفى عام
ومن الشخصيات الأرمنية البارزة في التاريخ العربي الشيخ عبد الله الأرمني، وهو الذي حفظ القرآن واشتغل بالمعاملات والرياضيات وتوفي عام 1233 م، وأبو صالح الأرمني الذي عاش في مصر قي القرن الثاني عشر الميلادي وألف كتاب (كنائس وأديرة مصر) المطبوع في اوكسفورد عام 1895 م، والقائد علي بن يحيى الأرمني الذي ضرب أروع آيات البطولة والتضحية في حروبه الكثيرة ضد الروم، وقد قُتل داخل بلاد الروم عام 863 م.
ونضيف إلى هذه الأسماء اسم بدر الدين لؤلؤ ملك الموصل عام 1233 م (في العصر الأتابكي) المعروف بأصله الأرمني والمتوفى عام
1258 م.
العلاقات الأرمنية-العربية في مختلف المجالات
يذكر المؤرخون الأرمن أن تأثر الأرمن بالأدب العربي قد ظهر بشكل خاص من خلال اقتباسهم الوزن والقافية عن الشعر العربي. كما أن للطب العربي علاقات وثيقة جداً بالطب الأرمني، إذ كان المجال واسعاً أمام الأطباء العرب ليحضروا إلى أرمينيا ويعملوا فيها. وفي المجال الأدبي، تُرجم بعض الكتب إلى الأرمنية عن اللغات العربية والفرنسية واللاتينية من قبل أدباء أرمن، فضلاً عن أن الشاعر المفضل لدى الأرمن، من شعراء الأمم الأخرى، هو أبو العلاء المعري الذي ترجم بعض قصائده إلى اللغة الأرمنية.
وكان الأرمن في فترة الحكم العربي لأرمينيا، لا سيما الأمراء منهم، يرتدون الملابس العربية، ويسمون أولادهم بالأسماء العربية. وقد دخلت إلى اللغة الأرمنية مفردات عربية كثيرة. ومن المؤرخين العرب زار اليعقوبي أرمينيا في القرن التاسع ، والمسعودي في القرن العاشر الميلادي والذي سمع عن قصة ملك أرمينيا (آرا الوسيم) مع ملكة آشور (سميرأميس) في الموروث الشعبي الأرمني وأدرجها في كتاباته التاريخية. كما ترجم العديد من المؤلفات الأرمنية إلى العربية.
يذكر المؤرخون الأرمن أن تأثر الأرمن بالأدب العربي قد ظهر بشكل خاص من خلال اقتباسهم الوزن والقافية عن الشعر العربي. كما أن للطب العربي علاقات وثيقة جداً بالطب الأرمني، إذ كان المجال واسعاً أمام الأطباء العرب ليحضروا إلى أرمينيا ويعملوا فيها. وفي المجال الأدبي، تُرجم بعض الكتب إلى الأرمنية عن اللغات العربية والفرنسية واللاتينية من قبل أدباء أرمن، فضلاً عن أن الشاعر المفضل لدى الأرمن، من شعراء الأمم الأخرى، هو أبو العلاء المعري الذي ترجم بعض قصائده إلى اللغة الأرمنية.
وكان الأرمن في فترة الحكم العربي لأرمينيا، لا سيما الأمراء منهم، يرتدون الملابس العربية، ويسمون أولادهم بالأسماء العربية. وقد دخلت إلى اللغة الأرمنية مفردات عربية كثيرة. ومن المؤرخين العرب زار اليعقوبي أرمينيا في القرن التاسع ، والمسعودي في القرن العاشر الميلادي والذي سمع عن قصة ملك أرمينيا (آرا الوسيم) مع ملكة آشور (سميرأميس) في الموروث الشعبي الأرمني وأدرجها في كتاباته التاريخية. كما ترجم العديد من المؤلفات الأرمنية إلى العربية.
أرمينيا تحت حكم العثمانيين
في عام 1514 م، استولى العثمانيون بقيادة السلطان سليم الأول على أرمينيا الغربية بعد إلحاق الهزيمة بالفرس الصفويين في معركة سهل (جالديران).
في عام 1514 م، استولى العثمانيون بقيادة السلطان سليم الأول على أرمينيا الغربية بعد إلحاق الهزيمة بالفرس الصفويين في معركة سهل (جالديران).
الأرمن في ظل الاضطهاد الحميدي والاتحادي
عانت أرمينيا في ظل الحكم العثماني من الاضطهاد والتبعية الاستعمارية، شأنها في ذلك شأن جميع الدول الخاضعة لحكم العثمانيين، بضمنها الدول العربية.
وفي عام 1915، جرت مذابح الأرمن العظمى والتي أزهقت فيها نفوس مليون ونصف المليون شخص من مواطني الدولة العثمانية خلال اقل من سنة في مجازر وحشية لم يشهد التاريخ لها مثيلاً. وأدت هذه المذابح أيضاً إلى فقدان الأرمن للجزء الأكبر من وطنهم التاريخي الذي عاشوا فيه منذ الألف الثالث قبل الميلاد، فضلاً عن تكبدهم، إلى جانب الخسائر البشرية الهائلة، خسائر هائلة بالأموال والممتلكات تبقى حتى الآن من دون تعويض، فضلاً عن تدمير ارثهم الثقافي والحضاري والآثاري، وإعاقة نموهم السكاني.
وفي بغداد، أمر الوالي باعتقال الشخصيات البارزة من الأرمن وتم نفيهم أو قتلهم، بضمنهم الأستاذ والمربي الفاضل مهران سفاجيان الذي نٌفي إلى رأس العين حيث توفي. وقد حاضر الأستاذ سفاجيان اللغة الفرنسية عام 1908 في مدرسة الجعفرية (أبرز مدارس بغداد آنذاك)، وأعترف بفضله وخدماته الجليلة تلامذته من أمثال سعيد صادق البصام الذي أصبح في العهد الملكي وزيراً للتربية والعدالة وسعيد حسن جواد المفتش العام للتربية العراقية وآخرون.
وقد عانى العرب أيضاً من سياسة الاضطهاد، فأقدمت السلطات العثمانية في 6 أيار-مايس 1915 على نصب المشانق للزعماء العرب في دمشق وبيروت. وفي سنة 1916 نشبت الثورة العربية الكبرى في الحجاز بقيادة الشريف حسين ضد الطغيان التركي.
وارتبطت جمهورية أرمينيا بعد الاستقلال عام 1991 بعلاقات متينة مع الدول العربية، ومنها العراق، بحكم العلاقات التاريخية التي تربط الشعبين العربي والأرمني ووجود الأرمن في هذه الدول الذين أثبتوا دائماً أنهم المواطنون المخلصون لها والمدافعون عن قضاياها العادلة والمعروفون بحبهم وتفانيهم لعملهم. وتسعى أرمينيا إلى تطوير وتوثيق علاقات التعاون مع العراق الديمقراطي الحر، أقرب بلد عربي إلى أرمينيا جغرافياً، على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية، وبما يخدم مصلحة الدولتين والشعبين الصديقين. وأبناء الطائفة الأرمنية في العراق هم أبناء وأحفاد الأرمن الذين تعرضوا للمذابح في أرمينيا الغربية وشُردوا من أرض آبائهم وأجدادهم، إلا أنهم وجدوا كل الدعم والعون في الدول العربية ومن قبل أبناء الشعب العراقي المضياف الذين آووهم وعاملوهم كأبنائهم ووفروا لهم كل سبل العيش بكرامة. وسيذكر الأرمن في أنحاء العالم كافة هذا الفضل للعرب والعراقيين إلى أبد الدهر. ويتمتع أبناء الطائفة الأرمنية في العراق بجميع الحقوق والامتيازات التي يتمتع بها العراقيون جميعاً، والتي كفلت في الدستور العراقي الجديد، وهم يقومون بدور فاعل من أجل إعادة اعمار
عانت أرمينيا في ظل الحكم العثماني من الاضطهاد والتبعية الاستعمارية، شأنها في ذلك شأن جميع الدول الخاضعة لحكم العثمانيين، بضمنها الدول العربية.
وفي عام 1915، جرت مذابح الأرمن العظمى والتي أزهقت فيها نفوس مليون ونصف المليون شخص من مواطني الدولة العثمانية خلال اقل من سنة في مجازر وحشية لم يشهد التاريخ لها مثيلاً. وأدت هذه المذابح أيضاً إلى فقدان الأرمن للجزء الأكبر من وطنهم التاريخي الذي عاشوا فيه منذ الألف الثالث قبل الميلاد، فضلاً عن تكبدهم، إلى جانب الخسائر البشرية الهائلة، خسائر هائلة بالأموال والممتلكات تبقى حتى الآن من دون تعويض، فضلاً عن تدمير ارثهم الثقافي والحضاري والآثاري، وإعاقة نموهم السكاني.
وفي بغداد، أمر الوالي باعتقال الشخصيات البارزة من الأرمن وتم نفيهم أو قتلهم، بضمنهم الأستاذ والمربي الفاضل مهران سفاجيان الذي نٌفي إلى رأس العين حيث توفي. وقد حاضر الأستاذ سفاجيان اللغة الفرنسية عام 1908 في مدرسة الجعفرية (أبرز مدارس بغداد آنذاك)، وأعترف بفضله وخدماته الجليلة تلامذته من أمثال سعيد صادق البصام الذي أصبح في العهد الملكي وزيراً للتربية والعدالة وسعيد حسن جواد المفتش العام للتربية العراقية وآخرون.
وقد عانى العرب أيضاً من سياسة الاضطهاد، فأقدمت السلطات العثمانية في 6 أيار-مايس 1915 على نصب المشانق للزعماء العرب في دمشق وبيروت. وفي سنة 1916 نشبت الثورة العربية الكبرى في الحجاز بقيادة الشريف حسين ضد الطغيان التركي.
وارتبطت جمهورية أرمينيا بعد الاستقلال عام 1991 بعلاقات متينة مع الدول العربية، ومنها العراق، بحكم العلاقات التاريخية التي تربط الشعبين العربي والأرمني ووجود الأرمن في هذه الدول الذين أثبتوا دائماً أنهم المواطنون المخلصون لها والمدافعون عن قضاياها العادلة والمعروفون بحبهم وتفانيهم لعملهم. وتسعى أرمينيا إلى تطوير وتوثيق علاقات التعاون مع العراق الديمقراطي الحر، أقرب بلد عربي إلى أرمينيا جغرافياً، على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية، وبما يخدم مصلحة الدولتين والشعبين الصديقين. وأبناء الطائفة الأرمنية في العراق هم أبناء وأحفاد الأرمن الذين تعرضوا للمذابح في أرمينيا الغربية وشُردوا من أرض آبائهم وأجدادهم، إلا أنهم وجدوا كل الدعم والعون في الدول العربية ومن قبل أبناء الشعب العراقي المضياف الذين آووهم وعاملوهم كأبنائهم ووفروا لهم كل سبل العيش بكرامة. وسيذكر الأرمن في أنحاء العالم كافة هذا الفضل للعرب والعراقيين إلى أبد الدهر. ويتمتع أبناء الطائفة الأرمنية في العراق بجميع الحقوق والامتيازات التي يتمتع بها العراقيون جميعاً، والتي كفلت في الدستور العراقي الجديد، وهم يقومون بدور فاعل من أجل إعادة اعمار
العراق العزيز واستقراره وازدهاره
An introduction and comment in English:
0 comments:
Post a Comment