حفيد جمال باشا السفاح يدافع عن الأرمن في كتابه ( إبادة الأرمن في 1915) - مركز النور
تعليق
تعليق
لقد اختلطت المفاهيم
على السيد المعقب محمد علي من باريس. فهو يسمي نضال الأرمن ودفاعهم عن قضيتهم
العادلة "استغلالاً" لقضيتهم !!
لا خلاف على تعرض جميع
الشعوب الخاضعة للحكم العثماني من أرمن وعرب وأكراد وسريان ويونانيين وبلغار
وايزيديين وشيعة للاضطهاد والتنكيل. بيد
أنه ذبح أكثر من 300 ألف
أرمني من مواطني الدولة العثمانية خلال الأعوام من
1894-1896، وذبح 30 ألف آخرين في (أضنة) في عام 1909، وجرت الإبادة
الأرمنية عام 1915 والتي أزهقت فيها نفوس مليون ونصف المليون أرمني، وكانوا يمثلون ثلثي الشعب الأرمني في الدولة العثمانية، خلال اقل من سنة
في مجازر وحشية لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، فيما ترك مئات الألوف
من المشردين والأيتام في الصحراء، مات معظمهم، وقليل منهم أنجدته القبائل العربية
في الصحراء السورية.
ولا يقلد الأرمن أحداً، كما زعم المعقب، في النضال في
سبيل نيل حقوقهم الوطنية. وقد حصل اليهود على اعتراف ألمانيا بالهولوكوست
والتعويضات المالية الكبيرة منها حتى الآن، على الرغم من إبادتهم على أرض هي ليست
أرضهم. في حين تستمر الحكومات التركية المتعاقبة بسياسة الإنكار للإبادة الأرمنية
وعدم دفع التعويضات عن الخسائر البشرية الهائلة والخسائر بالأموال والممتلكات، أو إرجاع
الأراضي والممتلكات الأرمنية إلى أصحابها الشرعيين، على الرغم من إبادة الأرمن على
وطنهم التاريخي الذي عاشوا فيه منذ الألف الثالث قبل الميلاد، فضلاً عن تدمير
ارثهم الثقافي والحضاري والآثاري، وإعاقة نموهم السكاني.
ويزعم السيد المعقب وجود "حلف استراتيجي" بين اليهود والأرمن من دون أدلة.
ويبدو أنه يجهل بأن يهود تركيا، ومحافلها الماسونية، كانوا عاملاً مساعداً
كبيراً على ارتكاب السلطات العثمانية لأبشع مجازرها- على الإطلاق – بحق الأرمن.
كما يتناسى السيد المعقب التحالف
الاستراتيجي القائم بين تركيا من جهة و(إسرائيل) والجاليات اليهودية في العالم من
جهة أخرى والذي تجلى أيضا في التصدي لمشاريع القرارات المطروحة في الولايات
المتحدة الأميركية وغيرها من دول العالم للاعتراف بالإبادة الأرمنية. ولم يتغير هذا
التحالف، على الرغم من "التوتر" الشكلي الظاهر الذي أرادت به الزعامة
التركية كسب ود الرأي العام العربي لزيادة نفوذها وتأثيرها في المنطقة أملاً في إحياء
الإمبراطورية العثمانية المقبورة. وقد تجلى التحاف التركي-الإسرائيلي بأوضح صورة
في التآمر الحالي على سورية العربية.
ولا يوجد أي عداء بين
الأرمن والإسلام كما يزعم السيد المعقب.
فمن المعروف أن الشعب الأرمني يرتبط بعلاقات تاريخية وثيقة مع العرب والمسلمين،
وترتبط أرمينيا بعلاقات جيدة مع الدول العربية والإسلامية وجمهوريات آسيا الوسطى
الإسلامية وإيران، كما تعيش جاليات أرمنية كبيرة بوئام مع الأشقاء العرب في الدول
العربية، وقد نالت احتراماً ووداً كبيرين فيها لإخلاصها في العمل ووفائها لهذه
الدول.
أما السبب الذي يجهله
السيد المعقب في شغل إبادة
الأرمن حيزاً من الضمير الإنساني في الشرق والغرب، فهو تكاتف الأرمن وعملهم الدؤوب
ونضالهم المستمر طوال هذه السنوات، من دون كلل أو ملل، من أجل نيل حقوقهم
المسلوبة. فلا يضيع حق وراءه مطالب.
0 comments:
Post a Comment